عاد “سيرك عمار” الإيطالي ليحط رحاله بالباهية وهران، بعد غياب دام أكثر من سنتين، ليجدد لقاءه مؤخرا بجمهوره، حيث تحولت حديقة التسلية المتواجدة بحي الحمري إلى فضاء مفتوح للفضوليين من كل الأعمار، من خلال البرنامج الثري الذي سطره القائمون عليه لمدة شهر كامل بغية زرع الفرجة والبهجة في قلوب محبي هذا النوع من الاستعراضات البهلوانية الشيقة، لاسيما مع دخول حيوانات جديدة برنامج العرض، على غرار الكنغر و أسد البحر. وشرع القائمون على السيرك في نشر اللوحات الإشهارية، حيث حدد سعر تذكرة الدخول حسب مكان الجلوس بين 800، 1200 و1500 دج للشخص الواحد، وهو ثمن اعتبره بعض الأولياء مبالغا فيه وفوق القدرة المالية للعائلات محدودة الدخل التي من حقها حسبهم أن يستمتع أطفالها ببرنامج السيرك، بينما سمحت إدارة السيرك للأطفال الذين يقل طولهم عن المتر والمعاقين بالدخول مجانا، كما هو الحال بالنسبة لأطفال العائلات المعوزة، بالتنسيق مع الجمعيات الخيرية، بينما سيستفيد المتمدرسون من تخفيض يصل إلى 600 دينار للتذكرة. يعود تأسيس “سيرك عمار” إلى أحمد بن عمار القايد المولود ببرج بوعريريج سنة 1880، قام بترويض الحيوانات المتوحشة، وبدأ بتقديم عروضه ليعرف بعد ذلك شهرة دفعت به إلى تقديم أول عرض في إنجلترا، هناك تعرّف على السيدة “ماري بونفو” التي تزوج منها، وهي فرنسية الأصل، ليتطور السيرك إلى أن توفي صاحب السيرك سنة 1913 لتواصل بعد ذلك زوجته وأبناؤه الستة المسيرة، وأخذ “سيرك عمار” صفة العالمية بعدما ارتبط اسمه بمسيري عروض السيرك بإيطاليا والعالم المسمى “فلوريليجيو”.