سطّرت متاحف السينما عبر الوطن برنامجا خاصا لشهر فيفري، يتضمن دورات خاصة وعروض أفلام جديدة تهدف كلها إلى تمتين الروابط بين الجمهور والفن السابع. سيمتد برنامج متحف السينما بالعاصمة إلى غاية 28 فيفري من خلال ”دورة سينمائية للأفلام السياسية” تمكن الجمهور من اكتشاف عشرة أفلام حديثة تدور مضامينها حول محور السياسة لتظهر هذه اللعبة القذرة أكثر في النفوذ وفي مسار شخصيات سجلت اسمها بطريقة أو بأخرى في سجل من أثروا في حركة التاريخ المعاصر. من خلال هذه العروض سيلتقي الجمهور بأعمال عالمية منها ”مالكوم إكس” للمخرج سبايك لي المنتج سنة 1992، فيلم ”جي -اف-ك” لأوليفر ستون (1991)، فيلم ”نورنبارغ” لأيف سيمونو، فيلم ”غاندي”، ”هتلر، ميلاد الشر” و”السقوط، هتلر” وأغلب هذه الأعمال أنتجت في منتصف العشرية الماضية (سنوات الألفين). سيتمكن الجمهور أيضا من مشاهدة عروض حديثة لأنجح الأعمال العالمية منها ”إينفيكتوس” للممثل والمخرج العالمي كلينت إيستوود، ”لعبة النفوذ” لكيفين ماكدونالد وغيرها من الأفلام منها ”الإمبراطور” و”السيدة الحديدية” الذي يروي حياة مارغريت تاتشر وقد أدت الدور بمهارة الممثلة القديرة ميريل ستريب. للإشارة، فإن نفس البرنامج سيعرض بباقي متاحف السينما عبر قاعة ”الثورة” ببجاية، قاعة ”المونديال” بتيزي وزو، قاعة ”الونشريس” بوهران وقاعة ”موكسي” بسيدي بلعباس. كما سيشهد متحف السينما بالبليدة طوال هذا الشهر، عروضا سينمائية خاصة بالأفلام الكرتونية حيث سيعرض حوالي 12 فيلما للجمهور الصغير وحتى الكبير ليتم الاستمتاع بشخصيات كرتونية جذابة وبألوان عجيبة رسمتها أنامل أستاذ الشريط الكرتوني الياباني هياتو مياكازي. وتعد هذه الدورة تكريما ل”منغاكا” الشهير في عالم الشريط الكرتوني المتميز بعبقريته كسيناريست ومؤسس لاستوديوهات ”غيبلي” الشهيرة والمعروفة بأفلامها التي تجاوزت المائة بين الطويل، القصير، المسلسلات التلفزيونية وسيناريوهات أفلام يابانية مختلفة إضافة لعشرات الكتب، ومن بين العروض المقترحة على جمهور مدينة الورود، عرض ”القصر المتنقل” المنتج سنة 2004، ”كيكي الساحرة الصغيرة” المنتج سنة 1989، ”بونفو على الصخرة” المنتج سنة 2008 و”سفرية شيهيرو” المنتج سنة 2001، كما تتضمن دورة الأفلام الكرتونية أيضا أفلاما لمخرجين آخرين منهم على وجه الخصوص غورو مياكازي وهو ابن هياوو. إلى أقصى الغرب الجزائري حيث ستحتضن قاعة ”شندرلي” بتلمسان دورة الأفلام البوليسية من خلال عرض العديد من الأعمال منها الروائع كثلاثية فرانسيس فورد كوبولا ”العرّاب” وهي الأجزاء المنتجة تباعا في سنوات 1927 و1974 و1990. تمت أيضا برمجة أفلام أخرى، ذات طابع متصل بموضوع الدورة منها ”في الرمق الأخير من الليل” لدفيد آير المنتج سنة 2008، فيلم ”في هضبة إيلا” لبول هاغيس (2007)، فيلم ”سبق رؤيته” لتوني سكوت (2006) و”زهرة الدهلية السوداء” لبريان دو بالما. من جهته، سيكون متحف السينما بتيارت في الموعد من خلال دورة سينمائية جزائرية خالصة موجهة لعشاق السينما الوطنية قصد مشاهدة أو استعادة الذكريات بمراجعة سينمائية، هي من روائع تراثنا السينمائي من ضمنها ”حسان طيرو” للمخرج محمد الأخضر حامينا، ”معركة الجزائر” لبونتيكورفو، ”الأفيون والعصا” لأحمد راشدي، ”أبناء القصبة” لعبد الحليم رايس، ”مهمة سرية” لفوزي بوهالية و”الساحة” لدحمان أوزيد. مدينة أقصى الشرق الجزائري سوق أهراس ستفتح أبواب متحفها السينمائي للجمهور ليكتشف من خلال دورة خاصة الأفلام الخيالية عروضا منتجة بين سنوات 1968 و2009 منها على سبيل المثال فيلم ”شنينغ” لستانلي كوبريك (1980)، ”رضيع روز ماري” لرومان بولانسكي(1968)، ”أليان المسافر الثامن” لريدلي سكوت (1979)، ”العدد23” لجوال شوماخر (2007) وكذا فيلم ”الراقي” لمخرجه وليام فريدكين (1973) و”الدكتور جيكيل والسيد هايد” لباولو بارزمان. للتذكير، فقد سبق لمتحف السينما أن بادر ببرامج أخرى منوعة جعلته قبلة لهواة السينما الباحثين عن القديم والجديد معا للاستمتاع ولخلق تقاليد سينمائية افتقدت لسنوات طويلة، حرمت هذا الجمهور من الشاشة الفضية التي كانت في زمن ما من ركائز المشهد الثقافي الجزائري الممتد من الحدود إلى الحدود.