كشف السيد محمد الهادي عوايجية، المدير العام للوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغر، أن الجهاز مول 548 ألف مستفيد منذ تأسيسه عام 2004، وصلت نسبة المشاريع الممولة لصالح النساء 61 % . وقال بأن المرأة أصبحت اليوم موجودة في كل الميادين، بعدما كان حضورها مقتصرا على النشاطات النسوية التقليدية المعروفة. يجمع العديد من الملاحظين على أهمية المشاريع الصغيرة التي تديرها المرأة، والتي تعمل في جوهرها على ردم الفجوة بين مهارات الجامعيين، تحديدا، وسوق العمل من خلال إيجاد فرص عمل للنساء، خاصة للمرأة المعيلة، وهو ما يسمى بالأسرة المنتجة، خصوصا مع تزايد البحث عن فرصة عمل في ظل اقتصاد السوق الحر. وتشير الإحصاءات إلى أن المشاريع الصغيرة والمتوسطة التي تديرها المرأة في مجتمعنا في تزايد مطرد، حيث أصبحت المرأة العاملة تمثل نسبة 17% من السوق الإجمالي للعمل. وبالنسبة للقطاع الاقتصادي فإنها تمثل نسبة 16.6 %، كما أنها قطعت أشواطا كبيرة في مجال المؤسسات المصغرة، إذ تشير أرقام الوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغر “أنجام” أن المرأة تمثل 61% من مجموع القروض الممولة منذ عام 2004، كما أن “نسبة كبيرة من النساء المستفيدات من هذه القروض معيلات، أو ما يسمى بالأسر المنتجة التي نمت بشكل كبير في السنوات الأخيرة، وهو ما يعكس اهتمام هذه الفئة بالمشاريع الصغيرة التي تعتبر بالنسبة لها بارقة أمل في إيجاد فرصة عمل متميزة وتحقيق الاكتفاء الذاتي لها أو لأسرتها”، يقول السيد محمد الهادي عوايجية مدير الوكالة. زيادة على القروض الممنوحة لإنشاء المؤسسات المصغرة، فإن الوكالة تقدم أيضا خدمات غير مالية، وهي التي يحددها المدير في “المرافقة والتكوين في مجال خلق مشروع ما، ذلك أن هذا الشق بالذات يقتضي بعض المعايير التي لا بد أن تتوفر في طلب قرض مصغر، ونقوم بالمساعدة على تسويق المنتوجات عن طريق تنظيم عدة معارض جهوية، ولائية ووطنية، بغية السماح لهؤلاء المستفيدين من تسويق منتجاتهم، والتعريف بالوكالة وخدماتها”. من جهة أخرى، كشف السيد عوايجية الذي تحدث إلى “المساء” على هامش اليوم الدراسي المنظم مؤخرا حول عمالة النساء في الجزائر الذي نظمته وزارة التضامن الوطني والأسرة وقضايا المرأة، أن الجزائر وضعت كل الميكانزمات لجعل القرض المصغر أداة فعالة لمكافحة الفقر والتخفيف من البطالة في أوساط الشريحة الواسعة، خاصة الأكثر هشاشة، ومنها النساء. من جهة أخرى، اعتبر المتحدث أن “أنجام” هي الوكالة الوحيدة التي تسمح للمرأة بالقيام بنشاط اقتصادي دون أن تهمل بيتها، ولعل هذه الميزة التي جعلت المرأة تتجه بقوة نحو هذه الوكالة للاستفادة من خدماتها المالية وغير المالية، قصد الاستفادة من قروض بدون فوائد أو بفوائد ضئيلة جدا كون الوكالة تتكفل بتسديد نسبة معتبرة من هذه الفوائد للبنوك المقرضة. ولا يمكن تحديد الأنشطة التي تستقطب اهتمام النساء لطلب قرض مصغر في مجال محدد، حيث لاحظت “أنجام” أن المشاريع النسوية المعروفة، مثل الخياطة، الحلاقة والحلويات التقليدية، تعتبر مطلبا أساسيا منذ عام 2004 إلى سنة 2007، لكنها ما لبثت أن اتسعت مجالاتها لتشمل الميادين الفلاحية والأنشطة المقاولاتية، و«لاحظنا في السنوات الأخيرة أن النساء بدأن يهتمن بفتح مؤسسات مصغرة في البناء ،البيئة، الفلاحة ومكاتب الدراسات، مما يجعلنا نؤكد على أن المرأة موجودة في جميع المجالات”، يضيف السيد عوايجية. جدير بالإشارة إلى أن جهاز “أنجام” يقدم قروضا مصغرة تتراوح قيمتها بين 3 ملايين سنتيم إلى 10 ملايين سنتيم قصد اقتناء المادة الأولية الضرورية، خاصة للنساء الماكثات في البيت والحرفيين من أصحاب المهن اليدوية والتقليدية المقامة في البيوت دون الحاجة إلى تأجير محلات، كما تمنح قروضا أخرى تتراوح بين 40 مليون سنتيم إلى 100 مليون سنتيم لاقتناء العتاد والتجهيزات وتأجير المحلات بالنسبة للنشاطات التي تتطلب ذلك.