أكد مكتب مفوضية حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، إدانته لمقتل عشرات المدنيين في هجمات شنها مسلحون يُشتبه في انتمائهم لجماعة بوكو حرام المتشددة على عدة قري بولايي ”بورنو” و"أداماوا”، شمال شرق نيجيريا خلال الأيام الماضية. وقالت المتحدثة باسم المفوض السامي لحقوق الإنسان بجينيف ريفانا شمدساني في تصريحات نشرتها وسائل إعلام نيجيرية أمس الثلاثاء، إن المنظمة الدولية ”صُدمت بأعمال العنف العشوائي ومقتل الأبرياء وتدمير منازلهم”. وطالبت المتحدثة الحكومة النيجيرية بضمان أمن المواطنين، وخاصة في المناطق التي أعلن فيها الرئيس جودلاك جوناثان حالة الطوارئ العام الماضي، مع القيام بتحقيقات في هذه الأحداث وتقديم المسؤولين عنها للعدالة. من جانبه، قال المتحدث العسكري النيجيري كريس أولوكولادى إن قوات الأمن اعتقلت بعض الأشخاص المشتبه في شنهم هجمات خلال الفترة الأخيرة. وأضاف أن ”المشتبه فيهم فروا من الحملة العسكرية المتصاعدة من قصف جوي ودوريات أمنية، إلى أماكن أكثر أمنا وتم اعتقالهم”. من جانبه، أكد قاسم شتيما حاكم ولاية ”بورنو” شمال شرق نيجيريا المعقل الرئيس لبوكو حرام، سوء الأوضاع في المناطق التي تنشط فيها جماعة بوكو حرام المتمردة، جراء أعمال العنف المستمرة. وقال إن المنطقة تشهد صعوبة العيش جراء أعمال القتل، موضحا أن المصادر المتاحة لقوات الأمن في المنطقة غير كافية للتغلب على مشكلة الأمن، وطرد المسلحين وتحسين ظروف المواطنين. وأمام الوضع الخطير جراء أعمال العنف التي تعيشها نيجيريا التي تستعد لإجراء انتخابات شهر فبراير القادم (2015)، حثت مساعدة وزير الخارجية الأمريكية ليندا توماس جريينفيلد، المسؤولين في نيجيريا، على إنشاء محكمة خاصة لمحاكمة المتورطين في أي أعمال عنف محتملة أثناء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة في فبراير العام المقبل. وقالت المسؤولة الأمريكية خلال اجتماع اللجنة الأمريكية النيجيرية المشتركة في العاصمة أبوجا أمس الإثنين، إن قرار إنشاء المحكمة سيكون ”رادعا لمن يريد الدخول في أعمال العنف أو التورط في تزوير الانتخابات أو شراء أو بيع الأصوات”. من جهتها، قالت لجنة الانتخابات بنيجيريا إنها تسعى للحصول على تأييد الولاياتالمتحدةالأمريكية وخبرتها في مجال الانتخابات ومراقبتها، مؤكدة أنها ”تعمل على جعل الانتخابات القادمة في نيجيريا حرة وشفافة ونزيهة”. يُذكر أن انتخابات عام 2011 التي فاز بها الرئيس الحالي غودلاك جوناثان، شهدت أعمال عنف واشتباكات عقب الإعلان عن نتائج التصويت، راح ضحيتها الآلاف بين قتيل وجريح.