تحسبا لاحتضان عاصمة الشرق تظاهرة ”قسنطينة عاصمة للثقافة العربية 2015”، سطّرت مديرية الشؤون الدينية والأوقاف بالتنسيق مع السلطات المحلية ووزارة الثقافة، مشاريع عديدة وبرامج هامة لاستقبال هذا الحدث من خلال العمل على ترميم وإعادة الاعتبار للمعالم الدينية والتاريخية التي تعبّر عن ثقافة شعب بأكمله بمدينة العلم والعلماء، على غرار المساجد والزوايا. وكخطوة أولى، سيتم إعادة ترميم وتأهيل مسجد ”الأمير عبد القادر” الذي يعدّ من التحف المعمارية ذات البعد الفني والجمالي الرائعين للهندسة الإسلامية العربية الأصيلة التي تجمع بين الفنين المغربي والشرقي، كما يعتبر من أكبر مساجد شمال إفريقيا. وتم تخصيص أزيد من 460 مليون دج لإعادة تأهيل هذه التحفة المعمارية من خلال مشروع تقوية هيكل المسجد وتثبيت الأساسات، مع إعادة تعبيد باحة مداخل ممرات المسجد بمبلغ 230 مليون دج، خاصة أنها تشكل أهم شطر في عملية إعادة التأهيل. وفي هذا السياق، أكد رئيس مصلحة الأوقاف، السيد بختي صحوان، أن عمليات تثبيت الأساسات وتهيئة الجدران والستائر والمساحات الخضراء للمسجد العتيق التي سخّر لها مبلغ 96,5 مليون دج تأتي في المرتبة الثانية، بالنظر إلى ما يحتويه هذا المشروع الكبير، مع مشروع لتزويد هذا الصرح الديني بأجهزة التكييف المركزية والإنارة الخارجية بمبلغ 61 مليون دج. ومن المنتظر أن تشمل إعادة تأهيل مسجد ”الأمير عبد القادر” عمليات أخرى مشابهة، على غرار إعادة تأهيل قاعة المحاضرات والكتامة، تزفيت حظيرة ركن المركبات مع تجهيزه بوسائل للمراقبة عن بعد بتخصيص 3,5 ملايين دج، وهي جملة العمليات حسب المتحدث التي أسندت إلى حرفيين ومختصين للاستفادة من خبرتهم وإعطاء اللمسة الجمالية التقليدية المغاربية، حيث سيتم تسليم المشروع قبل نهاية السنة الجارية. عملية إعادة الاعتبار للمعالم العلمية والدينية بعاصمة الشرق ستشمل مشاريع أخرى مماثلة، على غرار إعادة ترميم وتأهيل خمسة مساجد قديمة بقسنطينة، على رأسها مسجد ”الباي” بنهج ”19 جوان”، ”المسجد الكبير” بشارع ”العربي بن مهيدي”، مسجد ”سيدي الكتاني” بالقرب من ”سوق العصر”، مسجد”سيدي ميمون” بالسويقة، مسجد ”سيدي عبد المؤمن” و"سيدي لخضر” بالجزارين، زيادة على إعادة الاعتبار لعدد من الزوايا القائمة قبل العهد الاستعماري والمعروفة في الولاية، على غرار زاويا؛ التجانية، السيدة حفصة، العيساوية، سيدي بومعزة، المدرسة القرآنية ورثة عائلة بروال والمركز الثقافي الإسلامي، مع مشروع لتحسين واجهات 29 مسجدا منتشرة عبر كامل تراب الولاية، خارج المحيط العمراني للمدينة القديمة، حيث سيتم الانتهاء من بناء المساجد التي لم تكمل بعد وإتمام المنارات، القبب، السياج وتحسين واجهات هذه المساجد على غرار مسجد ”خديجة أم المؤمنين” بحي ”المنا”، ”الوحدة” بحي ”بوالصوف” ومسجد ”عائشة أم المؤمنين” بحي ”الصنوبر”. للإشارة، كشف مدير الشؤون الدينية والأوقاف عن مشروع يعدّ الأوّل من نوعه على المستوى الوطني، يتمثل في بناء مركز عربي للبحوث والدراسات الإسلامية، سيكون مركزا للإشعاع العلمي يغوص في عمق الفكر الباديسي وكل العلماء الذين مروا بهذه المنطقة، تحضيرا لتظاهرة ”قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015”، حيث سيشيّد المشروع حسب المتحدث على قطعة أرض وقفية بباحة مسجد ”الأمير عبد القادر”.