يناشد الممثل العراقي فاضل عباس آل يحيى وزارة الثقافة الجزائرية تسلم درع التكريم الذي أفرد للراحل امحمد بن قطاف خلال حفل تسليم الجوائز والتكريم بمناسبة اختتام تظاهرة ”بغداد عاصمة الثقافة العربية”، إذ يصر على توصيل الدرع لعائلة شيخ المسرحيين الجزائريين وخص بالذكر ابنه جعفر. أكّد الممثل المسرحي العراقي الذي أقام في الجزائر خمس سنوات كاملة بين أحضان المسرح الوطني الجزائري كممثل ومخرج، وأستاذ في فن الإلقاء بالمعهد الوطني العالي لفنون العرض ومهن السمعي البصري بالعاصمة، أنه تفاجأ لما نادوا باسمه لتسلم درع التكريم وتحميله مسؤولية توصيله لعائلة المرحوم، وتأثر في الوقت نفسه للالتفاتة التي خص بها ابن قطاف وهو الذي عايشه خمس سنوات. وقال المتحدث في كلمة مقتضبة عقبت التكريم ”..ترجّل الفارس ابن قطاف، لكن طيفه الآن بيننا، مكرما في عرس بغداد عاصمة للثقافة العربية”، وأبدى حرصه ”على إيصال هذا التكريم لعائلة الراحل، ولوزارة الثقافة الجزائرية”. وعبر جريدة ”المساء” طلب هذا الفنان المساعدة لتنوير الرأي العام الجزائري بما في ذلك الوصاية وعلى رأسها وزيرة الثقافة، وكان لفاضل عباس كلمة مؤثرة أدلى بها فور استلامه الدرع، أعرب فيها ”عن شرفه بأن ينوب عن الراحل البهي أستاذي وشيخي المسرحي الجزائري الأستاذ امحمد بن قطاف رحمه الله ...باستلام شهادة تكريمه بجائزة الإبداع الثقافية العربية، والتي منحت له ولنخبة رفيعة من المبدعين العرب والعراقيين ... ووفاء ومحبة له ولذكراه في وجداني ..ومحبة وتقديرا للجزائر التي أقمت بها لخمسة أعوام، مكرما عزيزا من ناسها ومسؤوليها”. وكشف أن وزارة الثقافة العراقية كلفته باستلام تكريم المرحوم الشيخ ابن قطاف، نيابة، كونه عمل معه في المسرح الوطني الجزائري ممثلا ومخرجا، وأوضح ”كان أبا لي وسندا، ولم ينس بغداد طرفة عين، كان يقول لي يجب أن يشارك العراق في مهرجاننا، كي يعطيه طعما، وبصمة، وتزداد قيمته..وفعلا كانت الفرق العراقية المسرحية تشارك هناك بدعوة كريمة منه، ومن السيدة خليدة تومي وزيرة الثقافة الجزائرية”. وأردف في كلمته، حيث تحدث عن ابن قطاف وقال ”إنّه يعد واحدا من فرسان المسرح الجزائري المعاصر، ولأن بغداد في عرسها هذا تكرم مبدعين عربا وعراقيين، كان لابد لها أن تستذكر قامة مسرحية هائلة التأثير والإنجاز، من الجزائر الحبيبة، بلد المليون ونصف مليون شهيد، الفنان الأستاذ المرحوم امحمد بن قطاف الذي رحل عن عالمنا في الخامس من جانفي الماضي، وقد وجهت له الدعوة من قبل وزارة الثقافة الجزائرية، وقبلها بفرح غامر، لكن قضاء الله لا راد له”. وتابع فاضل عباس كلامه ”الشيخ ابن قطاف، خمسون عاما من المسرح، كتابة وتمثيلا وإخراجا، مع إدارته المتميزة للمسرح الوطني الجزائري محي الدين بشطارزي، كان آخر ما قدمه في بغداد الحبيبة، مسرحية العيطة عام 1985”.