عرف جناح الوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغر خلال صالون حواء 2014، إقبالا كبيرا من طرف عدد كبير من المواطنين، خاصة الشباب، بهدف التعرف على صيغ الدعم التي وضعتها الدولة من تسهيلات للشباب الحامل للشهادة أو ”دبلوم” بغية فتح مشروع مصغر. وكشف ممثل الجناح ل”المساء” عن أن أغلب الأسئلة تمحورت حول كيفية الاستفادة من قرض مصغر. تزايد بشكل لافت، إقبال المواطنين خلال السنوات القليلة الماضية على جهاز القرض المصغر للاستفادة من مزاياه، بعد السياسة التي انتهجتها الوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغر والقاضية بالمشاركة في أغلب التظاهرات المحلية، الوطنية والدولية، مما ساهم في الوصول إلى أغلب فئات المجتمع ومن الجنسين للتعريف بمزايا هذا الجهاز وتقريبه أكثر من المواطن الراغب في شق طريقه بالتأسيس لمشروعه. هذا ما كشف عنه السيد توفيق ممثل الوكالة، التقته ”المساء” في صالون حواء 2014 المقام مؤخرا بقصر المعارض بالعاصمة الجزائر، حيث أوضح أن هذا الصالون يعتبر فرصة أخرى لتقريب الجهاز من شريحة واسعة من المواطنين سواء الحاملين لشهادات جامعية أو أصحاب الدبلومات أو حتى الحاملين لأفكار ويرغبون في التوجيه، ويقول: ”أستقبل يوميا منذ افتتاح صالون حواء حوالي 200 مواطن من الجنسين ومن مختلف الأعمار يسألون ويستفسرون عن الطرق للاستفادة من مزايا جهاز تسيير القرض المصغر، هناك من يحمل فكرة مشروع مسبقا وهناك من يتقدم للاستفادة من النصح والتوجيه”. ويشير المتحدث إلى أن شريحة النساء تمثل ”الزبون” الأول، حيث تتقدم النساء نحو الجهاز حاملات فكرة مشروع ما، وبمجرد الحصول على النصائح والإرشادات اللازمة، يقبلن على الاستفادة من مزايا الجهاز، بالتالي يصبحن سيدات مشاريع قائمة بذاتها، ”يسجل الجهاز نسبة تمويل مشاريع نسوية تفوق ال60 بالمائة، ولا يمكن حصرها في ميدان معين، فالنساء أصبحن اليوم متواجدات في مختلف الميادين، إلا أنه يمكن الإشارة إلى أن مشاريع على نحو الخياطة والحلاقة وصناعة الحلويات وصناعة العجائن، إلى جانب تربية المواشي، تمثل النسبة الأكبر من المشاريع التي تديرها نساء ومولها الجهاز”، يقول المتحدث. وأثناء تواجد ”المساء” بجناح الجهاز في الصالون، لاحظت توافد عدد ملحوظ من المواطنين الراغبين في خوض غمار تجربة تسيير مشروع مصغر، وتراوحت المشاريع المطروحة على الجهاز في تربية المواشي، وأخرى مبينة على الحرف التقليدية كفتح ورشات صغيرة في البيوت لنسج الزرابي أو ورشات للخياطة الجاهزة وأخرى للطرز، وكذا مشاريع تهتم بالبيئة النظيفة أو الإعلام الآلي والإعلام والاتصال. وهو ما يوضح إقبال الكثيرين على خلق مؤسسات مصغرة رغبة في تحقيق الذات عوض طلب وظيفة معينة، تماما مثلما كشفت عنه الآنسة فريال المتحصلة على ماستر في الإعلام الآلي، وسعت إلى الاستفادة من معلومات للحصول على قرض مصغر وتجسيد مشروعها الخاص في صناعة البطاقات الأم لأجهزة الحواسيب. وأبدت الشابة استعدادها لخوض التجربة بعدما أكد لها ممثل الجهاز أنها فكرة جديدة وسيتم الموافقة على فكرتها إن تقدمت بالملف. والجدير بالذكر أن الوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغر تمنح قروضا بدون فوائد للبطالين أو الممارسين لأعمال مؤقتة أو بلا دخل، والذين يرغبون في إنشاء منصب عمل ذاتي من خلال العمل في البيت أو بعث وتطوير نشاط معين. ويقدم لهم أعوان الوكالة أو المرافقين المتواجدين بمقر الدوائر بكل الولايات، الاستشارة والتوجيهات اللازمة للحصول على قرض تتراوح قيمته من 100 ألف دينار إلى 100 مليون سنتيم. ومن المنتظر أن يتم رفع هذه القيمة لتصل عن قريب إلى 200 مليون سنتيم، حسب توضيحات ممثل ”أونجام” بصالون حواء 2014.