تزايد بشكل لافت إقبال المواطنين بولاية غرداية خلال السنتين الماضيتين على جهاز القرض المصغر للاستفادة من مزاياه ، وهذا بعد فتح تنسيقية بهذه الولاية في أفريل 2005 وهي تابعة للفرع الجهوي للوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغر الموجود بورڤلة. بلغ عدد الملفات المودعة لدى هذه التنسيقية لطلب قرض مصغر أزيد من ثلاثة آلاف ملف أغلب أصحابها نساء وفتيات، وقد وصل عددهن إلى 2784 قدمن ملفات للحصول على قرض مبلغه 30 ألف د.ج، بينما تقدم 436 شاب فقط لإيداع ملفاتهم. وحول هذه الظاهرة، تقول مفيدة بن دكن المكلفة بالعملية بدائرة غرداية متحدثة ل " النهار" أن إقبال العنصر النسوي على القرض المصغر يعود إلى امتلاكهن حرفا يدوية، لكنهن يفتقرن إلى مواد أولية للعمل، وباللجوء إلى القرض المصغر بدون فوائد، تمكن عدد كبير منهن من فتح ورشات صغيرة في منازلهن لنسيج الزرابي بدرجة خاصة، وهي الحرفة التي تشتهر بها مختلف مناطق ولاية غرداية. ويذكر أن الوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغر تمنح قروضا بدون فوائد للبطالين أو الممارسين لأعمال مؤقتة أو بلا دخل والذين يرغبون في إنشاء منصب عمل ذاتي من خلال العمل بالبيت أو بعث وتطوير نشاط معين. ويقدم لهم أعوان الوكالة الاستشارة والمساعدة للحصول على سلفة قيمتها 30 ألف د.ج قابلة للتسديد في ظرف سنة لاقتناء مواد أولية لنشاط حرفي. أما النوع الثاني من القرض المصغر فهو سلفة تتراوح بين 50 و 400 ألف د.ج قابلة للتسديد على مدى سنة إلى ست سنوات مخصصة لاقتناء عتاد صغير كجهاز أو آلة صناعية. ولم يشهد هذا الشكل الثاني من القرض إقبالا واسعا بولاية غرداية، حيث بلغ عدد المستفيدين منه 131 أغلبهم ذكور تحصلوا على تمويل بنكي بعد الحصول على موافقة من لجنة التأهيل . ويلاحظ توجه أغلب المستفيدين من القرض المصغر بغرداية نحو قطاع الصناعات التقليدية الذي يأتي في صدارة الاهتمامات بنحو 2435 مستفيد باعتبار أن العاملين فيه نساء يحترفن النسيج التقليدي والطرز والخياطة والأشغال اليدوية. ويأتي قطاع الخدمات في المرتبة الثانية حيث يشتغل فيه 452 مستفيد، وتوزع باقي المناصب على قطاعات الفلاحة والصناعات الصغيرة ثم البناء والأشغال العمومية. وكانت الأبواب المفتوحة التي نظمها الفرع الجهوي للوكالة الوطنية لتسيير القرض المصغر بورڤلة بمركز نشاطات الشباب بغرداية الأسبوع الماضي، فرصة لكثير من شباب الولاية للاطلاع على مهام هذه الوكالة ، وعبر هؤلاء ل " النهار " عن أهمية إقامة مثل هذه المعارض الإعلامية الجوارية لتوضيح المزايا وفرص العمل التي توفرها الوكالة لمختلف شرائح المجتمع.