يناشد سكان حي الوئام بجسر قسنطينة السلطات المعنية ترحيلهم إلى سكنات لائقة وإخراجهم من الوضع الصعب وغير اللائق الذي يعيشونه منذ سنوات، خاصة بالنسبة للعائلات التي طالت إقامتها في هذا الموقع الذي تنعدم به أدنى ضروريات العيش الكريم، منها الغاز الطبيعي، قنوات الصرف الصحي والطرق المهيأة. وفي هذا الصدد، ذكرت إحدى القاطنات بالحي ل ”المساء”، أنها تقيم بهذا الحي القصديري منذ 18 سنة، وأنها تنتظر بفارغ الصبر عملية ترحيلها إلى سكنات لائقة ضمن العملية المقبلة، بعدما تمت إعادة إحصاء كافة العائلات المقيمة بهذا الموقع منذ 2007، حيث بلغ عددها 66 عائلة، دون ذكر الذين نصبوا العديد من البيوت القصديرية التي تزايد عددها في مختلف المواقع ببلدية جسر قسنطينة ومختلف بلديات العاصمة. وحسب المتحدثة، فإن البيوت القصديرية أصبحت غير صالحة للسكن بالنظر لمدة إنجازها التي تزيد عن 18 سنة بالنسبة لأغلبية العائلات التي اتخذتها مأوى لها، بعد أن باءت كل السبل التي اتخذتها في الحصول على سكن محترم بالفشل، حيث وجد هؤلاء أنفسهم في وضع جد صعب، خاصة أن دخلهم الضعيف لم يمكنهم من كراء أو شراء منزل لائق. وما زاد الوضع سوءا، تزايد عدد أفراد العائلات التي تعيش في بيوت تفتقد لأدنى ضروريات العيش، منها مشكل انقطاع الكهرباء الذي يدوم يومين أحيانا بسبب التوصيل العشوائي الذي يلجأ إليه سكان القصدير، كما يواجه المقيمون بحي الوئام غياب الإنارة العمومية التي أدت إلى انتشار الاعتداءات والسرقة التي يقوم بها المنحرفون، مستغلين الظلام الدامس الذي يغرق فيه الحي. وفي سياق متصل، ذكر هؤلاء أن خطر هشاشة السكنات أصبح يهدد حياتهم في أية لحظة، بسبب التشققات الكثيرة التي تعرفها، بالإضافة إلى مشكل الرطوبة الذي تسبب في إصابتهم بأمراض الحساسية والربو، خاصة الأطفال، وكذا وضعية الطرق غير الصالحة التي تغمرها الأوحال في فصل الشتاء والغبار صيفا. وما يؤرق المشتكين أكثر، انعدام قنوات الصرف الصحي التي أدت إلى انتشار الروائح الكريهة بسبب صرف المياه القذرة بطريقة عشوائية، مما يهدد السكان الذين يرمون النفايات بطريقة فوضوية والتي تحولت إلى مكان لتكاثر الحشرات الضارة والجرذان وشوهت الحي والمنطقة بصفة عامة. كما يتساءل هؤلاء عن نصيبهم من الحياة الكريمة التي يفتقدونها منذ التحاقهم بالحي الذي يفتقر إلى المرافق الضرورية ذات الطابع الاجتماعي، الثقافي والرياضي، حيث أدى غيابها إلى انحراف العديد من الشباب الذين ساهمت وضعيتهم الاجتماعية في مغادرة مقاعد الدراسة مبكرا. ووجهت إحدى القاطنات بالحي نداء للسلطات المعنية، خاصة والي الجزائر السيد عبد القادر زوخ، من أجل التكفل بوضعيتهم وإدراجهم ضمن المرحلين في العملية المقبلة، بعد فشل كل المساعي التي قاموا بها في السابق للمسؤولين المحليين، مثلما أكدته المتحدثة ل”المساء”، مشيرة إلى أنهم ينتظرون أن يلتفت إليهم مسؤولو ولاية الجزائر لترحيلهم إلى سكنات لائقة، خاصة أن الوالي السيد عبد القادر زوخ أكد على منح السكنات لمستحقيها الفعليين والمحرومين أكثر من الحق في السكن، وطمأن في جميع خرجاته إلى البلديات بأن البرامج التي تنجز بالعاصمة تكفي لتلبية طلبات المواطنين الكثيرة.