سيشرع في أشغال ترميم اللوحات متعددة الألوان المزينة لقصر أحمد باي بقسنطينة في غضون 45 يوما على أقصى تقدير، حسبما أكّده ل”وأج” الخبير الإسباني ماروك بوكا، رئيس هذا المشروع. ولدى تدخله على هامش زيارة عمل قام بها والي الولاية إلى فضاء الورشات المفتوحة برسم تظاهرة ”قسنطينة عاصمة الثقافة العربية 2015”، أوضح السيد روكا أنّ عملية الخبرة الجارية اللازمة قبل انطلاق أيّ ترميم من هذا النوع ”توشك على الانتهاء”، ويستهدف هذا العمل ”الدقيق” مساحة تتراوح بين ألفي إلى 3 آلاف متر مربع، كما أضاف نفس الخبير، مشيرا إلى أنّ مواد نبيلة ستستخدم لإحياء هذا القصر الغالي في عيون القسنطينيين. وبعدما ذكر أنّ عملية الترميم التي ستشمل هذا الموقع التاريخي تندرج في سياق التحضيرات الجارية للحدث الثقافي الذي تتأهب قسنطينة لاحتضانه سنة 2015، أكّد السيد روكا أن المجمع الإسباني المكلف بالأشغال ”سيعمل بشكل فعّال من أجل ترميم جيد لهذه الواجهات قبل انطلاق التظاهرة الثقافية”. من جهته، شدّد والي قسنطينة، السيد حسين واضح، على مسؤولي المجمع الأجنبي المكلّف بالإنجاز على ”ضرورة إشراك جامعة قسنطينة ومدرسة الفنون الجميلة في شتى مراحل ترميم هذه اللوحات التابعة للقصر”، وقال الخبير الإسباني في هذا السياق: ”يجب على الجزائر وإسبانيا اللتين تتقاسمان أزيد من ثمانية قرون من التاريخ، تقاسم تجربة ترميم أحد أهم المواقع التاريخية والفنية بإحدى أقدم مدن العالم”. ويعكف فريق مكوّن من 30 مختصا إسبانيا في فن ترميم اللوحات والجداريات المزيّنة، على إنجاز هذا المشروع، كما قال السيد روكا الذي أضاف بأنّ اختصاصيين ذوو صيت عالمي، سيشاركون في تأطير مهمات تكوين جزائريين سيساهمون في هذه الورشات”. ويتكوّن قصر الباي بقسنطينة، الذي شرع في بنائه سنة 1825 وتمّ استلامه بعد عشر سنوات واحتضن إقامة فاخرة لأحمد باي، من طابق أرضي مفتوح على حدائق ساحرة، دهليز، 25 جناحا للعرض و250 جناح من الرخام ذي المصادر المتوسطية المختلفة.