يطمح المترشح لرئاسيات 17 أفريل 2014 السيدعبد العزيز بوتفليقة، الذي أعلن أول أمس الخميس المجلس الدستوري عن قبول ملف ترشحه إلى جانب خمسة مترشحين آخرين، يطمح لمواصلة المشاريع الكبرى التي تم إطلاقها في إطار مسعى التنمية الشاملة الذي تعيشه البلاد، وكذا إتمام الإصلاحات السياسية التي تمت مباشرتها. المترشح عبد العزيز بوتفليقة البالغ من العمر 77 سنة، دخل في سن مبكرة، النضال من أجل القضية الوطنية؛ حيث التحق بصفوف جيش التحرير الوطني سنة 1956 وهو في التاسعة عشرة (19) من عمره. وفي سنة 1960 أوفد الرائد عبد العزيز بوتفليقة إلى الحدود الجنوبية للبلاد لقيادة "جبهة المالي"، التي جاء إنشاؤها لإحباط مساعي النظام الاستعماري الذي كان هدفه تقسيم البلاد، ومن ثمة أصبح يُعرف باسم "عبد القادر المالي". وغداة استرجاع الجزائر لسيادتها الوطنية، تقلّد عبد العزيز بوتفليقة العضوية في أول مجلس تأسيسي وطني، ثم تولى منصب وزير الشباب والسياحة، ليكون بذلك أصغر وزير في أول حكومة جزائرية بعد الاستقلال. وفي سنة 1963، تقلّد العضوية في المجلس التشريعي قبل أن يعيَّن وزيرا للخارجية في نفس السنة وهو في ال 25 من عمره. وقد كان لبوتفليقة دور رائد في حزب جبهة التحرير الوطني وكذا في تنشيط الدبلوماسية الجزائرية؛ حث أضفى وجوده إشعاعا ونفوذا، جعلا من الجزائر دولة رائدة في العالم الثالث، وصوتها مسموع من قبل القوى العظمى. كما حدّد عبد العزيز بوتفليقة مسار الدبلوماسية الجزائرية الثابث، القائم على احترام القانون الدولي، ومناصرة القضايا العادلة في العالم. وقد أعطى عبد العزيز بوتفليقة الدبلوماسي المحنّك والمعترف باقتداره وحنكته الدبلوماسية، دفعا قويا للسياسة الخارجية للجزائر، لأزيد من عقد من الزمن، أدى إلى تسجيل نجاحات عظيمة لتوطيد اللحمة العربية، لاسيما في قمة الخرطوم سنة 1967 وأثناء حرب أكتوبر 1973 ضد إسرائيل. كما قام بدور ريادي في تقوية تأثير منظمات العالم الثالث، وتعزيز عملها الموحد، خاصة بمناسبة انعقاد قمتي منظمة ال77 ومنظمة الوحدة الإفريقية في الجزائر في 1967 و1968على التوالي. وجعل من الجزائر إحدى رواد حركة عدم الانحياز، دافع خلالها باستمرار عن حركات التحرر في العالم، لتصبح بذلك الجزائر الناطق باسم العالم الثالث، ولاسيما في ندائها بنظام اقتصادي دولي جديد. وبعدها انتُخب عبد العزيز بوتفليقة بالإجماع رئيسا للدورة التاسعة والعشرين لجمعية الأممالمتحدة سنة 1974، ونجح خلال عهدته في إقصاء جنوب إفريقيا بسبب سياسة التمييز العنصري التي كان ينتهجها النظام آنذاك، ومكّن، رغم مختلف المعارضات، الفقيد ياسر عرفات زعيم حركة التحرير الفلسطينية، من إلقاء خطاب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة. كما ترأّس الدورة الاستثنائية السابعة المخصصة للطاقة والمواد الأولية، التي كانت الجزائر من بين المنادين لانعقادها. وبعد سنوات من العيش في المنفى، عاد بوتفليقة من جديد إلى الجزائر سنة 1987، ليكون أحد الأعضاء الموقّعين على "وثيقة ال18" التي أعقبت أحداث 5 أكتوبر 1988. وبعد ذلك رفض بوتفليقة ما بين سنوات 1992 و1994، تقلّد عدة مناصب هامة، من بينها رئيس الدولة في إطار آليات المرحلة الانتقالية. وانتُخب في 15 أفريل 1999 رئيسا للجمهورية؛ حيث أكد منذ تولّيه مهامه، عزمه على إخماد نار الفتنة وإعادة الأمن والسلم والاستقرار إلى الوطن. وباشر في سبيل ذلك مسارا تشريعيا للوئام المدني، حرص على تكريسه وتزكيته عن طريق استفتاء شعبي، نال فيه مشروع الوئام أزيد من 98 بالمائة من الأصوات. ولما بدأ الأمن يُستتب تدريجيا في البلاد تأتّى للرئيس بوتفليقة الشروع في برنامج واسع لتعزيز دعائم الدولة الجزائرية؛ من خلال إصلاح كل من هياكل الدولة ومهامها، وكذا إصلاح المنظومة القضائية والتربوية، واتخاذ جملة من الإجراءات الاقتصادية الجريئة، شملت، على وجه الخصوص، إصلاح المنظومة المصرفية. كما قرر رئيس الجمهورية خلال عهدته الأولى، ترسيم الاعتراف بالأمازيغية كلغة وطنية. وفي 22 فبراير 2004، أعلن عبد العزيز بوتفليقة عن ترشحه لعهدة ثانية؛ فقاد حملته الانتخابية مشجعا بالنتائج الإيجابية التي حققتها عهدته الأولى، ومدافعا عن الأفكار والآراء الكامنة في مشروع المجتمع الذي يؤمن به، ولاسيما المصالحة الوطنية، ومراجعة قانون الأسرة، ومحاربة الفساد ومواصلة الإصلاحات؛ حيث أعيد انتخابه يوم 8 أفريل 2004 بما يقارب 85 بالمائة من الأصوات. وخلال عهدته الثانية، عكف الرئيس عبد العزيز بوتفليقة على تعزيز مختلف الخطوات التي بوشرت أثناء العهدة الأولى؛ حيث أقدم في أواخر سنة 2008، على إحداث تعديل جزئي ومحدود للدستور. وخلال عهدته الثالثة، أعلن الرئيس بوتفليقة عن إصلاحات سياسية واقتصادية جديدة، الهدف منها تعزيز الاستقرار والتطور الاقتصادي الذي شُرع فيه منذ عشرية من الزمن؛ حيث مكّنته هذه الاستراتيجية من تفادي الاختلالات التي وقعت في الدول المجاورة.
لويزة حنون
تعد الأمينة العامة لحزب العمال، السيدة لويزة حنون، التي انتخبت نائبا بالمجلس الشعبي الوطني أربع مرات، وإحدى مؤسسات ورئيسة الجمعية من أجل المساواة أمام القانون بين النساء والرجال التي أنشئت سنة 1989 إحدى المترشحات لرئاسيات 17 أفريل القادم بعد أن تمكنت من استيفاء الشروط القانونية وذلك للمرة الثالثة على التوالي بعد 2004 و2009. وقد شاركت السيدة حنون وهي من مواليد 1954 ومنحدرة من عائلة فلاحين من بلدية الشقفة بولاية جيجل فور دخولها جامعة عنابة، حيث تحصلت على ليسانس في الحقوق في إنشاء مجموعة النساء العاملات لتجعل من مسألة النساء وتفتحهن كفاحا سياسيا وعاما. وبدأت السيدة حنون مشوارها المهني في التعليم وهذا فور حصولها على شهادة البكالوريا قبل أن تلتحق بقطاع النقل الجوي (مطار) لتمويل دراستها الجامعية. وقد تم طردها من العمل لنضالها من أجل الحرية النقابية واستقلالية الاتحاد العام للعمال الجزائريين ليعاد إدماجها وتحويلها إلى الجزائر العاصمة سنة 1980 بعد شهور من النضال. وبالجزائر العاصمة، التحقت المترشحة بالمنظمة الاشتراكية للعمال في السرية ليتم توقيفها سنة 1983 ثم مرة أخرى سنة 1988. وفي 1989 وبعد الاعتراف بالتعددية الحزبية انتخبتها قيادة المنظمة الاشتراكية للعمال ناطقة رسمية وهي المهمة التي أقرها المؤتمر التأسيسي لحزب العمال في ماي 1990وقد شغلت هذا المنصب إلى غاية انعقاد المؤتمر الخامس في أكتوبر 2003 لتنتخب بعده أمينة عامة لحزب العمال. وقد قدمت السيدة حنون ترشحها الأول لرئاسيات 1999 بحيث رفض ملفها من قبل المجلس الدستوري لتعيد الكر من جديد سنتي 2004 و2009. وعلى الصعيد الدولي، أصبحت السيدة حنون عضوا مؤسسا للوفاق الدولي للعمال والشعوب في جانفي 1991. وقد شاركت منذ ذلك التاريخ بصفتها ممثلة لحزب العمال في ندوات مناهضة للخوصصة وأخرى من أجل الدفاع عن المنظمات النقابية واحترام معايير العمل. كما تعد عضوا في لجنة النساء العاملات ولجنة إفريقيا للوفاق الدولي للعمال وكذا طرفا مشاركا في كل المبادرات والحملات التي بادر بها التحالف النقابي الأمريكي المناهض للحرب والكنفدرالية الدولية للنقابات العربية والوفاق الدولي للعمال ضد احتلال العراق وهي عضو شرفي في اللجنة الدولية ضد القمع.
عبد العزيز بلعيد
يُعد رئيس جبهة المستقبل السيد عبد العزيز بلعيد أحد المترشحين الستة لرئاسيات 17 أفريل القادم، الذين وردت أسماؤهم في القائمة الرسمية بعد أن تمكن من استيفاء الشروط القانونية، وسيخوض بذلك معترك الحملة؛ في محاولة للظفر بكرسي الرئاسة للمرة الأولى. وقد وُلد المترشح عبد العزيز بلعيد في 16 جوان 1963 ببلدية مروانة ولاية باتنة، وهو متزوج وأب لخمسة أطفال، وحاصل على دكتوراه في الطب، وشهادة ليسانس في الحقوق، وشهادة الكفاءة المهنية في المحاماة. وبدأ السيد بلعيد مساره النضالي وهو في السابعة من العمر، بصفوف الكشافة الإسلامية، ليصبح بعد ذلك إطارا وطنيا ودوليا في صفوفها. وانخرط وعمره 23 عاما في صفوف جبهة التحرير الوطني؛ حيث انتُخب عضوا في لجنتها المركزية. وقد ناضل أيضا في صفوف الاتحاد الوطني للطلبة الجزائريين، وانتُخب رئيسا له بين 1986 و2007، كما كان رئيسا للاتحاد الوطني للشبيبة الجزائرية. وانتُخب المترشح بلعيد عضوا في المجلس الوطني الشعبي لعهدتين؛ 1997-2002 ومن 2002 إلى 2007. واستقال المترشح من صفوف جبهة التحرير الوطني في 2011، ليؤسس رفقة مجموعة من المناضلين والإطارات الوطنية والشباب والطلبة والمهنيين في فيفري 2012، حزب "جبهة المستقبل". وبعد مرور سنة على هذا التأسيس، تحصّل الحزب على مقعدين في المجلس الشعبي الوطني، و890 مقعدا في انتخابات المجالس البلدية والولائية. يترأس الحزب 45 منها، وله مقعد في مجلس الأمة.
علي بن فليس
يعد علي بن فليس الذي استوفى ملف ترشحه الشروط القانونية التي تؤهله لخوض غمار رئاسيات 2014 شخصية تدرجت خلال مسارها المهني في العديد من المناصب السامية والتي استهلها كقاض وختمها كرئيس للحكومة.
ويعد السيد بن فليس الذي يترشح للمرة الثانية لمنصب رئيس الجمهورية من مواليد 8 سبتمبر 1944 بباتنة وهو متزوج وأب لأربعة أبناء. وكان السيد بن فليس قد بدأ مساره المهني كقاض كما تولى مهام وكيل الجمهورية بباتنة ونائب عام لدى مجلس قضاء قسنطينة فضلا عن مسؤوليات أخرى مارسها على مستوى وزارة العدل. وفي عام 1974 غادر السيد بن فليس سلك القضاء للالتحاق بسلك المحاماة سنة 1983 لينتخب نقيبا للمحامين لمنطقة الشرق الجزائري ثم نقيبا للمحامين لمنطقة باتنة في سنة 1987. ويعد السيد بن فليس عضوا مؤسسا للرابطة الجزائرية لحقوق الإنسان وكان عضوا في لجنتها المديرة وكذا مندوبا عن منطقة الشرق الجزائري للرابطة. وبصفته محاميا، دافع عن العديد من المناضلين المتابعين بتهم جرائم الرأي بالجزائر وخارجها. وفي أعقاب أحداث 5 أكتوبر 1988 عين بن فليس وزيرا للعدل في حكومة المرحوم قاصدي مرباح وهي المهمة التي استمر في توليها في حكومتين متتاليتين. وفي جويلية 1991 استقال من الحكومة تعبيرا عن اعتراضه على إجراءات الاعتقال الإداري. وبعدها وفي عام 1997 انتخب السيد بن فليس نائبا بالبرلمان عن حزب جبهة التحرير الوطني وعين عضوا في لجنة الشؤون الخارجية بالمجلس الشعبي الوطني. وفي سنة 1999 استدعي لإدارة الحملة الانتخابية للمترشح آنذاك الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، حيث تم تعيينه بعدها أمينا عاما ثم مديرا لديوان رئاسة الجمهورية ثم رئيسا للحكومة في أوت 2000. وعقب انتخابه في شهر سبتمبر 2001 أمينا عاما لحزب جبهة التحرير الوطني عينه المناضلون مرشحا للانتخابات الرئاسية لعام 2004. لعلي بن فليس مؤلفان الأول خصصه لوالده وشقيقه اللذين اختطفهما وعذبهما الجيش الاستعماري إلى حد الموت عام 1957 وتسعة شهداء من أفراد أسرته. أما مؤلفه الثاني فقد خصص لبعض أساتذته على سبيل العرفان والامتنان والتقدير.
علي فوزي رباعين
يعتبر رئيس حزب "عهد 54"، السيد علي فوزي رباعين، ومرشحه لرئاسيات 2014، أحد المترشحين الستة الذين تمكنوا من استيفاء الشروط القانونية التي تؤهلهم لخوض رئاسيات 2014، وذلك للمرة الثالثة على التوالي بعد محاولتي 2004 و2009. ويعد السيد رباعين سليل عائلة ثورية معروفة وهو من مواليد 24 جانفي 1955 بالعاصمة متزوج وأب لطفلين ومهنته الأصلية طبيب عيون. وتميزت مسيرة السيد رباعين بالعديد من المحطات، حيث كان عضوا مؤسسا لجمعية أبناء وبنات الشهداء لولاية الجزائر في فيفري 1985 ورئيسها إلى غاية 1990. وكان عضوا مؤسسا لأول رابطة جزائرية لحقوق الإنسان في جوان 1985. وبتاريخ 27 أفريل 1991 أصبح السيد رباعين عضوا مؤسسا وأمينا عاما لحزب "عهد 54" ليعاد انتخابه في ذات المنصب شهر مارس 1998 ثم رئيسا للحزب عقب مؤتمره الاستثنائي الذي نظم في أفريل 2002 وهو المنصب الذي استمر في تقلده إلى غاية اليوم. وفي سنة 2004 ترشح السيد رباعين لأول مرة لمنصب رئيس الجمهورية ليعيد المحاولة سنة 2009 وهي التجربة التي يعتزم خوضها للمرة الثالثة في رئاسيات 2014.
موسى تواتي
ورد اسم رئيس حزب الجبهة الوطنية الجزائرية السيد موسى تواتي، في قائمة المترشحين لرئاسيات 17 أفريل القادم، الذين أعلن عنهم رسميا المجلس الدستوري أول أمس الخميس. وتكون هذه المرة الثالثة على التوالي، التي سيحاول فيها الظفر بمنصب رئيس الجمهورية بعد محاولتي 2004 و2009. وينتمي السيد تواتي لعائلة ثورية معروفة، وهو ابن شهيد، ومن مواليد 03 أكتوبر1953 ببني سليمان ولاية المدية، متزوج وأب لثلاثة أبناء. وقد تابع المترشح تواتي دراسته الابتدائية وكذا الدراسة المتوسطة بمراكز أبناء الشهداء، ليواصل عقب ذلك دراسته الثانوية بابن خلدون بالجزائر العاصمة. والتحق السيد تواتي بمؤسسة الجيش الوطني الشعبي، ليتدرج بعد ذلك في وظائف مختلفة، بداية بالجمارك الوطنية ووزارة السكن والشركة الوطنية للأبحاث المنجمية. وعقب ذلك، التحق السيد تواتي بمقاعد الدراسة الجامعية تخصص اقتصاد، ثم عمل في سلك الأمن الوطني. وتميزت مسيرة السيد تواتي بالعديد من المحطات؛ حيث كان عضوا مؤسسا لحركة أبناء الشهداء والمنظمة الوطنية لأبناء الشهداء، وكذا التنسيقية الوطنية لأبناء الشهداء. وفي شهر جوان 1999، أسس السيد تواتي الجبهة الوطنية الجزائرية، وانتُخب آنذاك رئيسا للحزب، وبقي يرأسه إلى غاية اليوم. (وأج)