وقعت وزارة تهيئة الإقليم والبيئة، أمس، مذكرة تفاهم مع وزارة البيئة لكوريا الجنوبية واتفاق تعاون ما بين الوكالة الوطنية لتسيير النفايات والمعهد الكوري للصناعة والبيئة بهدف إعداد مخطط توجيهي لتسيير النفايات الصلبة بمدينتي برج بوعريريجوالبليدة. وبهذه المناسبة، كشفت وزيرة تهيئة الإقليم والبيئة، السيدة دليلة بوجمعة، أن الاتفاق يسمح بنقل الخبرات والمعارف إلى الطرف الجزائري، خاصة فيما يخص فرز النفايات. من جهته، تعهد نائب وزير البيئة لكوريا الجنوبية، السيد جيونغ يونمان، بتقديم أحدث التقنيات في مجال تسيير النفايات وتكوين الإطارات الجزائرية لتسيير النفايات، علما أن الاتفاق ممول من طرف كوريا بقيمة 700 ألف دولار ويمتد ل12 شهرا. وعن سبب اختيار كوريا الجنوبية، أشارت وزيرة القطاع إلى أن الخبرة التي تكتسبها الشركات الكورية في مجال ردم وفرز النفايات، جعلت الجزائر تختار مدينتي البليدة وبرج بوعريريج للاستفادة من التقنيات الحديثة في مجال تسيير النفايات الصلبة، وذلك بالنظر إلى نسبة السكان وتواجد مناطق صناعية كبيرة بالمدينتين، وهو ما يتطلب استخدام تقنيات حديثة في مجال الفرز وتطوير صناعات الرسكلة خاصة فيما يخص البلاستيك، الورق والزجاج. وبعد أن استعرضت السيدة بوجمعة الاستراتيجية الوطنية لحماية البيئة التي ستعزز قبل نهاية السنة الجارية بإنجاز 112 مركز ردم تقني، شددت على ضرورة الاستثمار أكثر في توعية المواطن بأهمية فرز النفايات، وعليه تقرر إدراج وسائل بيداغوجية جديدة في المدارس مثل كراريس التمارين، مع تجهيز النوادي الخضراء بوسائل بيداغوجية جديدة لتفعيل مختلف النشاطات المقترحة لتلاميذ مختلف الأطوار التعليمية، مع العلم تقول بوجمعة “إن البرامج التربوية حول حماية البيئة تم إدراجها في المقرر التعليمي ل25 ألف مؤسسة تربوية لصالح 8 ملايين تلميذ من مختلف الأطوار”. وفيما يخص تطوير الإطار القانوني المنظم لمختلف الإجراءات المتخذة لحماية البيئة، تطرقت الوزيرة إلى التحضير للنص القانوني رقم 13 الذي يتم مناقشته على مستوى البرلمان حول حماية الثروات البيولوجية، وهو النص الذي سيدعم ترسانة القوانين التي تم اقتراحها واعتمادها منذ سنة 2000 والتي بلغت 12 نصا قانونيا. كما تحدثت بوجمعة عن مشروع إنشاء المركز الإفريقي للتكوين في مجال تكنولوجيات الإعلام والاتصال والتكنولوجيات المتقدمة في مجال تسيير ورسكلة النفايات بالمدينة الجديدة لسيدي عبد الله، وذلك بالتنسيق مع جنوب إفريقيا، وهو المشروع الذي يسمح مستقبلا بتكوين إطارات الوزارة في مجال أحدث تقنيات المعالجة الحرارية ومعالجة الغازات السامة المنبعثة من مراكز الردم التقني. من جهته، أكد ممثل وزارة البيئة الكورية أن المخطط الذي سيتم إعداده للطرف الجزائري سيكون أرضية عمل تعود إليها الوزارة لاتخاذ القرارات، كما سيتم اقتراح مجموعة من المشاريع التي تتماشي والمعطيات التي سيجمعها الخبراء خلال عملهم الذي سيدوم 12 شهرا. ويذكر أن مدينة برج بوعريريج تحصي عددا كبيرا من السكان، بالإضافة إلى منطقة صناعية من الحجم الكبير، الأمر الذي جعل مصالح مديرية البيئة تجد صعوبة في تسيير الكم الهائل من النفايات التي بلغت 120 ألف طن يوميا بالنسبة للنفايات المنزلية فقط، وسيتم اللجوء إلى الخبرة الكورية لتسيير النفايات الصناعية التي لم يحدد بعد حجمها ولا درجة خطورتها على المحيط. وحسب تصريح مدير البيئة للولاية السيد بوسوفة عثمان ل«المساء” فإن مراكز الردم التقني لا تعالج اليوم إلا 35 بالمائة من النفايات، وقد انطلقت الأشغال لانجاز 3 مراكز للردم التقني للرفع من نسبة معالجة النفايات إلى 95 بالمائة سنة 2015. أما فيما يخص مدينة البليدة فهي الأخرى تعاني من عدة مشاكل في مجال تسيير النفايات المنزلية بسبب عجز البلديات عن تنفيذ المخطط التوجيهي لمعالجة النفايات، فمن أصل 25 مخططا -يقول مدير البيئة السيد بوعمران عز الدين- سجل تنفيذ 3 مخططات فقط تابعة ل3 بلديات، وتنوي السلطات المحلية من خلال التعاون مع كوريا الجنوبية تفعيل المخططات المعتمدة وتحيينها بما يتماشي وواقع الولاية المصنفة من ضمن المناطق الفلاحية والصناعية.