أطفال في عمر الزهور رغم ضعف بنيتهم الجسدية ونحولها إلا أنهم متواجدون طوال اليوم بالأسواق التبسية، حيث يشكلون ديكورا وسط الأسواق ويزاحمون الباعة ويترصدون المشترين لعلهم يظفرون بزبون. كل من يقصد السوق المركزي يشهد ذلك الاكتظاظ الكبير والحركة الكثيفة للباعة والمشترين التي لا تنقطع طول النهار، رغم لفحات الشمس الحارقة صيفا والبرد القارس شتاء، كل هذه العوامل البيئية القاسية لا تنل من عزيمة الصغار الذين يحملون الأكياس البلاستيكية لبيعها وخلال حديثنا لهؤلاء الأطفال أكدوا لنا أن الظروف المادية الصعبة التي يمرون بها مع عائلاتهم جعلهم يتمسكون ببيع الأكياس وهو حل مؤقت لانقاذهم من الفقر في حين يتشر أطفال آخرون في الشوارع وأماكن رمي النفايات لجمع القارورات البلاستيكية والأواني النحاسية والألمنيوم لبيعها بأبخس الأثمان، فيما يهتم آخرون بجمع الخبز اليابس من البيوت في الأحياء الشعبية في الصباح الباكر لبيعه لمربي المواشي بأسعار منخفضة . أما أطفال المناطق الريفية النائية فينهضون باكرا لرعي الأغنام ثم يتجهون لجلب المياه على ظهر الدواب بقطع مسافات بعيدة، في حين يقوم آخرون ببيع الفواكه على حافة الطريق. وهناك نوع آخر من الأطفال اختاروا الربح السريع جدا، حيث يقومون بسرقة الحقائب النسوية والمحافظ من جيوب المارة خصوصا بمحطات النقل التي تشهد اكتظاظا كبيرا.