أكد وزير الاقتصاد الإماراتي السيد سلطان بن سعيد المنصوري، أمس، أن حجم الاستثمارات الإماراتية في الجزائر سيفوق 50 مليار دولار في الخمس سنوات القادمة، وتضم المشاريع التي شرع فيها منذ سنتين وتلك التي سيتم إنجازها خلال الثلاث سنوات القادمة، مضيفا أن الظروف ملائمة لتجسيد المشاريع "في ظل تحرك الجانب الجزائري خاصة خلال 18 شهرا الأخيرة لتجسيد الشراكة الحقيقية بين البلدين". وقال السيد سلطان بن سعيد المنصوري على هامش أشغال الدورة السادسة للجنة المشتركة الجزائريةالإماراتية المنعقدة بفندق الجيش ببني مسوس، أن تحرك الجانب الجزائري بادرة قوية لتجسيد استثمارات أخرى وتوسيع الشراكة بين الطرفين اللذين تباحثا كيفية إعطاء دفع للمشاريع الاستثمارية الإماراتية الضخمة المعلن عنها في قطاعات العقار والسياحة والبترول والغاز والصناعة وتطوير الموانئ والبنوك التي ينتظر أصحابها الضوء الأخضر لتحويلها إلى واقع، فضلا عن المشاريع الزراعية التي ترغب الإمارات في مباشرتها بالنظر إلى أهمية هذا القطاع حسب المتحدث في الإمارات وفي العالم. وفي هذا السياق دعا ضيف الجزائر الذي يرافقه وفد هام يضم كبرى المجموعات الإماراتية على غرار "إعمار" وغيرها من المتعاملين، الجانب الجزائري إلى تحديد الأطر الاستثمارية في المجال الزراعي من أجل عرضها على الشركات الاستثمارية في الإمارات مؤكدا أن الجزائر مؤهلة لأن تكون قطبا لتصدير المنتوجات الإماراتية بحكم موقعها بشمال المغرب العربي وقربها من أوروبا من خلال التصدير تجاه الشرق الأوسط وإفريقيا. وعاد الوزير الإماراتي في الكلمة المقتضبة التي ألقاها خلال افتتاح أشغال الدورة السادسة للجنة المختلطة الجزائريةالإماراتية إلى العلاقات المتميزة التي تطبع البلدين والقفزة الكبيرة التي عرفتها في السنوات الأخيرة ممثلة في مشاريع الاستثمار المعلن عنها، مذكرا بمناخ الاستثمار في الإمارات حيث بلغت مبادلاتها التجارية 440 مليون دولار، كما إرتفع حجم صادراتها إلى 664 مليار درهم السنة الفارطة لتسجل بذلك مستوى نمو قدر ب 9.4 بالمئة فضلا عن حيازتها المرتبة الأولى من حيث الاستثمارات والمشاريع السياحية التي يجري تنفيذها إلى2018 . وتعد الجزائر إحدى وجهات الإمارات التي طرحت فيها مشاريع ضخمة بمليارات الدولارات منها مشاريع استثمارية لمجموعة" إعمار" التي تريد إنجاز مجموعة متكاملة من القرى السياحية ومنشآت ترفيه ووحدات سكنية حديثة لكنها اصطدمت ببعض العراقيل، التي اعتبرها وزير المالية السيد كريم جودي على هامش أشغال الدورة السادسة للجنة المختلطة، أمس، بالعادية، وقال أنها تعترض كل استثمار في العالم، ووعد بالمناسبة بإزالة هذه العراقيل المتمثلة في العقار. وذكر ممثل الحكومة بالنقاش الذي دار بين الطرفين بمناسبة انعقاد الدورة السادسة للجنة المختلطة الجزائريةالإماراتية من أجل التعاون في قطاع البناء وإنجاز صندوق للإستثمار في الجزائر، وأشار إلى اتفاق تم بين الطرفين في الأيام القليلة الماضية لتحويل الديون الإماراتية المستحقة على الجزائر والمقدرة ب 333 مليون دولار إلى استثمارات. وفي سياق متصل أشار وزير المالية في كلمته الافتتاحية إلى أن الديناميكية التي تعرفها علاقات البلدين في المجال المالي والاستثماري وفي عدة قطاعات تبقى دون مستوى الطموحات، ودعا رجال الأعمال الإماراتيين إلى الشروع في إنجاز المشاريع الاستثمارية التي تم اعتمادها. وقد استعرض المتحدث بصفة وجيزة الوضعية الاقتصادية والمالية للجزائر في نهاية السنة الماضية منها احتياطات الصرف التي بلغت أكثر من110ملايير دولار ومعدل تضخم بنسبة 3.5، كما تراجعت البطالة واستقرت في حدود 11.8 بالمئة بفضل الاستثمارات والقطاع الخاص المحلي والأجنبي ونسبة نمو خارج قطاع المحروقات ب 6.3 بالمئة. كما ذكر بالمخطط الخماسي لدعم النمو وبرامج الهضاب العليا والجنوب معتبرا الدورة فرصة لتحقيق نتائج ايجابية تعكس رغبة الطرفين في بلوغ مستوى جيد من التعاون في جميع المجالات، خاصة بعد أن يتم التوقيع على عدة نصوص في مختلف المجالات. كما دعا الوزير رجال الأعمال الإماراتيين إلى الشروع في إنجاز المشاريع الاستثمارية التي تم اعتمادها، مؤكدا على بذل الجهود لتذليل الصعوبات. وأكد قائلا :"من جانبنا سوف نبذل كافة الجهود في سبيل تذليل الصعوبات التي قد تعترض السير الحسن لهذه المشاريع"، مضيفا أن هذه الدورة تعد "فرصة ثمينة يجب اغتنامها في سبيل تحقيق نتائج ايجابية تعكس رغبتنا في بلوغ مستوى جيد من التعاون في جميع المجالات. كما أعلن أن النقاش يجري حاليا بين الطرفين بخصوص إنشاء صندوق استثمار في الجزائر وكذا مشاريع مزارع نموذجية والاستثمار في قطاع الموانئ. تجدر الإشارة إلى أن الإمارات العربية المتحدة سجلت خلال الفترة الممتدة من 2002 إلى2007 لدى الوكالة الوطنية لتطوير الاستثمارات مشاريع استثمارية بقيمة إجمالية تقدر ب 6،76 مليار دج (1،1 مليار دولار) مما يجعلها تحتل مرتبة رابع أكبر مستثمر أجنبي في الجزائر.