توقّع وزير الاقتصاد الإماراتي سلطان بن سعيد المنصوري أن تصل قيمة الاستثمارات الإماراتيةبالجزائر بما فيها الاستثمارات التي انطلقت والاستثمارات القادمة إلى أكثر من 50 مليار دولار، باحتساب قيمة المشاريع خلال الفترة من السنتين السابقتين إلى آفاق الثلاث سنوات القادمة. وأوضح الوزير الإماراتي -الذي يرأس الوفد المتكون من 29 شخصية من رجال أعمال وقياديين بالإمارة- أمس في تصريح للصحافة على هامش الدورة السادسة لللجنة المشتركة الجزائريةالإماراتية بنادي الجيش. أن المشاريع تتعلق بقطاعات محددة في عملية التنمية والشراكات الاقتصادية، هي الصناعة، الخدمات، الزراعة والطاقة وغيرها، وركّز سلطان بن سعيد المنصوري على اهتمام الطرف الإماراتي بالاستثمار في القطاع الزراعي، مقترحا على الجانب الجزائري تحديد الأطر الاستثمارية في هذا المجال من أجل عرضها على الشركات الاستثمارية الإماراتية الراغبة في اقتحام هذا المجال في الجزائر. وأكّد المتحدث في هذا الإطار أن الجانب الإماراتي لمس خلال 18 شهرا الأخيرة خاصة في الأشهر القليلة السابقة تحركا قويا من الجانب الجزائري لوضع نوع من الشراكة الحقيقية بين البلدين، وهذا بعد شروع القيادات العليا للبلدين في تجسيد الأهداف المسطرة المتمثلة في مشاريع مشتركة بين الطرفين وترجمتها إلى واقع عملي. وفيما يتعلق بمشروع تطوير المبادلات التجارية بين البلدين، أشار رئيس الوفد الإماراتي أنه على الطرفين أن يحددا احتياجاتهما من الاستيراد الخارجي والسلع الموجودة، وهذا من أجل خلق تبادل اقتصادي فعال لمواكبة وتيرة الاستثمارات القائمة، مبرزا الموقع الاستراتيجي الذي تحتله الجزائر بحكم تواجدها بشمال المغرب العربي وقربها من أوروبا. من جهته، أكد وزير المالية كريم جودي أن الطرفين الجزائريوالإماراتي سيعملان خلال اللقاء على دراسة وتحديد المشاكل التي تواجه الاستثمارات الإماراتيةبالجزائر، واتخاذ كافة الإجراءات الضرورية بعد إجراء اللقاءات مع الأطراف المعنية للتخلص من المعوقات وإزالة العراقيل التي تواجهها، مقللا من أهميتها، باعتبارها مشاكل تواجه كل الاستثمارات وهي تتعلق بالقوانين، مشكل العقار، ومشاكل العلاقات مع المؤسسات. وكشف جودي أن اللجنة ستقوم بدراسة نوعية المشاريع المستقبلية الإماراتية المتعلقة بتحويل 333 مليون دولار من ديون الإمارات على الجزائر إلى مشاريع، بموجب الاتفاقة التي تم إمضاؤها في الفترة الأخيرة، كما أن نقاش التعاون سيدور حول قطاع البناء ومجال صندوق الاستثمار. وفي الكلمة التي ألقاها عند افتتاح اللجنة، اعترف وزير المالية بعدم بلوغ الديناميكية المالية والاستثمارية إلى مستوى الطموحات، داعيا في سياق ذلك رجال الأعمال الإماراتيين الشروع في المشاريع التي تم اعتمادها، خاصة وأن الدروة الخامسة للجنة المشتركة نتجت عنها انطلاقة مكثفة ونشطة لعلاقات البلدين، حيث تعددت زيارات الوفود الرسمية ورجال الأعمال، فضلا عن تحقيق الإنجازات الطموحة من أجل دفع مستوى التبادل وخلق ديناميكية في تشجيع الاستثمار.