حظي السيد أحمد أويحيي في اليوم الأول من أشغال المؤتمر الثالث لحزب التجمع الوطني الديمقراطي بثقة المؤتمرين 1379 لخلافة نفسه على رأس الأمانة العامة للحزب لعهدة أخرى لمدة 5 سنوات.ولم يلق السيد أويحيي كما كان منتظرا أية منافسة من مناضلي الحزب الذين أجمعوا على أنه "الرجل المناسب" للمرحلة الحالية التي يمر بها الحزب خاصة بعد تعيينه قبل يومين رئيسا للحكومة من طرف الرئيس بوتفليقة. فمساء أمس زكى المؤتمرون السيد اويحيي على رأس الحزب، ووجهوا له خلال النقاش وتقديم التقارير الجهوية رسائل دعم وترحيب عن المجهودات التي قدمها للحزب والتي مكنت الارندي من البقاء في طليعة التشكيلات السياسية التي تقود البلاد اليوم. وانطلقت أشغال المؤتمر الثالث للتجمع الوطني الديمقراطي صباح أمس، بفندق الاوراسي، بحضور 1379 مندوبا من بينهم 239 امرأة إضافة إلى حضور مميز لمدعوين وطنيين وأجانب من بينهم رئيس المجلس الشعبي الوطني السيد عبد العزيز زياري والأمين العام للمركزية النقابية عبد المجيد سيدي سعيد، ورئيس حركة مجتمع السلم ابو جرة سلطاني وممثل عن التجمع الدستوري التونسي وممثل عن ومنظمة التحرير الفلسطينية ومن جبهة البوليزاريو. وشدّ الخطاب الذي ألقاه السيد أويحيي في افتتاح الأشغال، انتباه الجميع لما تضمنه من رسائل واضحة إلى درجة أن البعض اعتبرها بمثابة ورقة عمل للحكومة التي يشرف عليها والتي هي مثقلة بملفات اقتصادية واجتماعية وحتى سياسية، كما أشار إلى ذلك وبوضوح في خطابه. ولخص ذلك الخطاب التوجهات العامة للأرندي ولشخص السيد اويحيي الذي عاد مرة أخرى لقيادة الحكومة. ومن جهة أخرى سمحت الجلسة الافتتاحية لأحزاب التحالف الرئاسي بتأكيد اللحمة التي تربطها والأهداف التي تسعى إلى تحقيقها، وعبر السيد أبوجرة سلطاني رئيس حركة مجتمع السلم والسيد السعيد بوحجة عضو الأمانة الوطنية لحزب جبهة التحرير الوطني الذي مثل السيد بلخادم في الاجتماع عن رغبتهما في أن يساهم نجاح مؤتمر الارندي في ترسيخ الديمقراطية وتجسيد التنمية الوطنية. وأكد السيد سلطاني في تدخله أن التحالف سيساهم في "ترسيخ معاني التشاور والحوار بين الطبقة السياسية في البلاد وتوسيع رقعة الممارسة الديمقراطية"، متمنيا النجاح لأشغال هذا المؤتمر الذي من شأنه أن "يرسي مبادئ الديمقراطية والمصالحة الوطنية والتنمية الشاملة في الوطن". ومن جهته قال السيد بوحجة من جهته، أن تولي السيد أحمد أويحيى رئاسة الحكومة يندرج في إطار "التواصل لتحقيق برنامج رئيس الجمهورية". وأشار السيد بوحجة من جهته إلى أن التحالف قد "رسخ أسلوب التنسيق والحوار"، مضيفا أنه سيبقى "قوة لمواجهة التحديات التي تفرضها التطورات في العالم". وعلى صعيد آخر وفي ندوة صحفية عقدها مساء أمس، الناطق الرسمي باسم المؤتمر السيد محمد الطاهر بوزغوب، أكد أن 27ر47 بالمئة من المؤتمرين لهم مستوى جامعي والبقية لديهم مستوى متوسطي. وأوضح أن 44 بالمئة من المشاركين تتراوح أعمارهم ما بين 40 و50 سنة و23 بالمئة بين 30 و40 سنة و34 بالمئة بين 50 و60 سنة في حين أن 2ر3 بالمئة لا تتجاوز أعمارهم العشرين عاما و15 بالمئة الستين عاما. وأضاف أن 8ر22 بالمئة من المؤتمرين منبثقين عن المجالس الشعبية البلدية والولائية والمجلس الشعبي الوطني ومجلس الأمة. وأشار من جهة أخرى إلى أنه سيتم انتخاب المكتب الوطني في غضون شهر خلال أول اجتماع للمجلس الوطني الذي سيتم انتخاب أعضاءه خلال هذا المؤتمر. وقالت مصادر قيادية من الحزب ل"المساء"، أن طريقة تعيين أعضاء المكتب الوطني لن تختلف عن سابقاتها، موضحا أنه سيتم مراعاة تمثيل الولايات ومختلف مناطق الوطن إضافة إلى الجالية وكذا العنصر النسوي والشباب. ووزعت مساء أمس على المؤتمرين مشاريع قوانين خاصة باللائحة السياسية العامة والقانون الأساسي وأنشئت أربع لجان عمل. والجديد الذي تحمله هذه الوثائق هو استحداث الحزب لبطاقة جديدة اسمها بطاقة "التعاطف مع الحزب" تسمح لهذه الفئة بالانتماء إليه، لكن دون النضال في صفوفه مع الاكتفاء بحمل آرائه والدفاع عنها في بعض المواقع والمحافل الوطنية وحتى الأجنبية. ويذكر أنه تم خلال افتتاح أشغال المؤتمر المصادقة على النظام الداخلي وتشكيلة أعضاء مكتب تسيير المؤتمر المتكون من 10 أعضاء برئاسة السيد أحمد أويحيى الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي، إلى جانب المصادقة على جدول أعمال المؤتمر. وتتواصل أشغال المؤتمر الثالث للتجمع الوطني الديمقراطي إلى غاية غد الجمعة وتختتم بندوة صحفية يعقدها الأمين العام للحزب.