تتطلع عديد المؤسسات الجزائرية الفتية في مجال الصناعة الغذائية إلى توسيع نشاطاتها في السوق المحلية والتوجه نحو التصدير بإنتاج مواد متنوعة كان توفيرها بالسوق يتم فقط من خلال الاستيراد، ويؤكد هذا التوجه الجديد ما كشف عنه، أول أمس، عضو الغرفة الوطنية للفلاحة جيلالي الحاج عن برنامج وزارة الفلاحة المسطر على مدى الخماسي المقبل لمعالجة مشكل تأخر مرافقة هياكل الصناعات التحويلية لكمية المنتجات الفلاحية الفائضة. كما تحاول بعض المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والحاضرة بقوة في الطبعة ال12 للصالون الدولي للصناعة الغذائية »جزاقرو« بالعاصمة، تحسين الجودة والتطابق مع المعايير العالمية في هذا الميدان مع تقديم منتجات محلية والذي من شأنه أن يخفف من فاتورة واردات البلاد. وفي ذات السياق، كشف أول أمس، عضو الغرفة الوطنية للفلاحة، جيلالي الحاج، عن برنامج وزارة الفلاحة المسطر على مدى الخماسي المقبل لمعالجة مشكل التأخر بمرافقة هياكل الصناعات التحويلية لكمية المنتجات الفلاحية الفائضة، بالإضافة إلى تدعيم قدرات التخزين والتوجه نحو التصدير إلى الخارج، حيث يتنافس المنتجون المحليون والأجانب في مختلف التخصصات، سواء تعلق الأمر بالمنتوج في حد ذاته أو بالآلات والمواد الأولية أو مواد التغليف الذي تدخل في عملية إنتاجه للحصول على زبائن جدد أو ممثلين معتمدين لفتح فروع لتوزيع منتجاتهم. ومن جهته، صرح المدير العام لمؤسسة فتية متخصصة في البطاطا الجاهزة، سليماني فاروق، أن مثل هذه الصناعات الفرعية جد هامة لاستغلال الفائض من المنتوج الوطني كمادة أولية لإنتاج مواد كثر عليها الطلب هذه السنوات، مفيدا أنه يملك وحدة إنتاجية وحيدة في الجزائر لتحضير البطاطا الجاهزة للطهي، بعدما كانت هذه المواد الجاهزة تستورد من الخارج، موضحا أن الطلب الكبير في السوق من الفنادق والمطاعم والجمهور العام دفعه للتفكير في الاستثمار في هذا النشاط. وبدوره، أكد المدير التجاري لمؤسسة فتية متخصصة في صناعة العجائن بولاية برج بوعريريج جعفر ياسيني، أن السوق الجزائرية في هذا المجال تشجع على توسيع النشاط، مضيفا أن القائمون على المؤسسة يخططون لفتح مصنع ثان للإنتاج نظرا للتسهيلات التي تحصلت عليها من طرف الدولة خاصة في العلاقة مع البنوك وتوفير المادة الأولية من طرف الديوان الوطني للحبوب.-يضيف المتحدث- من جانبها، تمكنت مؤسسة جزائرية لإنتاج الحلويات والشكولاطة، من إنشاء وحدة إنتاجية خاصة بالجزائر بعد الاستفادة من الخبرة الاسبانية والتركية لمدة تزيد عن 10سنوات، وقال المدير التجاري لهذه المؤسسة حديثة النشأة سعدي غراب، أن الشركة شرعت في الاستثمار في التكنولوجيا الحديثة وكونت أكثر من 120 مهندس وتقني بمساعدة الوكالة الوطنية للتشغيل، موضحا أن الشركة تحرص على تقديم منتوج ذو جودة من خلال الاعتماد على مخبر خاص لتحليل المواد المضافة ومراقبة نوعية المنتوج وطرق الحفظ والتي تمكنها مستقبلا من تصدير المنتوج. وفي هذا الصدد، قال المدير التجاري لمؤسسة ايطالية متخصصة في انتاج المثلجات والمواد الخاصة بصنع الحلويات، ماسيمو كولابيس هيوي، أن مؤسسته تطمح إلى الاستعانة بالخبرة الجزائرية في المجال لفتح وحدة إنتاجية متخصصة بين 2014 و,2015 موضحا أن خبرة المؤسسة تتجاوز 20 سنة في مجال المثلجات وتقوم بإنتاج المواد الغذائية منذ ،1953 حيث تطمح في نقل هذه التجربة إلى الجزائر بالاعتماد على عمال جزائريين يخضعون للتكوين. من جانبه، أفاد المدير التجاري لمؤسسة بريطانية متخصصة في إنتاج الفواكه والخضر المجففة والحبوب والتوابل والمكسرات بوعلام زوابر، أن الشركة تطمح إلى فتح وحدة إنتاجية لها في الجزائر بعدما حقق فرعها نجاحا معتبرا، مشيرا إلى أن وضع السوق الجزائرية ومناخ الاستثمار جد ملائمة للتوجه إلى مثل هذه الصناعات في ظل توفر المواد الأولية بكثرة على غرار الفواكه الموسمية خصوصا العنب والمشمش والحمضيات التي تحظى بطلب معتبر من طرف الجزائريين، معتبرا أن المناخ في الجزائر يمكن هذه الشركات من الإنتاج طيلة السنة بسبب توفر مصادر الحرارة الطبيعية للتجفيف.