نُظّمت ندوةٌ بقاعة الموقار عام 1974 من تنشيط الشاعر عبد القادر السائحي، تحت عنوان (الأرض والثورة)، فتهجَّم المحاضر على الشهيد الحاج محمد المقراني، قائلا ما معناه (إنَّهُ لم يُقمْ بالثورة إلاَّ لكون فرنسا قد صادرت أملاكَهُ بِوَصْفِه باشا آغا)، فاعتراني الغضب الشديد، وجاءت هذه القصيدة لَيْلَتئِذٍ في شكل مونولوج بين الشهيد الثائر الشريف الحاج محمد المقراني ونفسه.. ومعلوم أنّ ثورته اندلعت يوم 5 مارس 1871، واستُشهد يوم 05 ماي 1871 بعد شهرين من اشتعال جَذْوَتِهَا، واحتضنتها جماهير الشعب تحت لواء الطريقة الرحمانية، واستمرت بعد استشهاده، أفاض الله عليه وعلى جميع الشهداء من كرمه وجوده ما يرضيهم وفوق الرضى. مالي أَرَاكِ حزينةً ايَا نَفسُ مَا سِرُّ الشَّجَن؟ رُدِّي عَليَّ فإنّني شَيْخُ الْعَظائِمِ لا الْوَهَنْ همستْ فَكَانَ لِهَمْسِها نُورٌ أبَادَ قُوَى الدَّجَنْ ما كنتُ أعْلمُ أنّني بَاشا وآغا مُمْتَهنْ أحْيَا لِخَصْمِيَ جاهلا في نَشْوَةِ اللقَبِ الحَسَنْ أفَلاَ أقُومُ لأنزِعَ من مُقْلَتِي رَمَقَ الْوَسَنْ؟! سُحْقًا لنِيشانِ العُلاَ كذِبٌ تُموِّهُهُ الأُذُنْ خِلتُ الكمَالَ بِنَيْلِهِ فاستصغرتْ عَيْنيِ الفُنَنْ وتلألأتْ أمْثالُهُ فَرَهَنْتُ رُوحِيَ والبدَنْ وإذَا بنفْسِي تَغتليِ فأِسِفْتُ واحْتَدَّ الضَغَنْ ونزَعتهَا وتفلْتهَا فلَطَالَمَا كانَتْ وثَنْ هَاكُوا النَّيَاشينَ الّتي بِبَريقِها نُسِجَ الرَّسَنْ زيَّنتموا صَدْري بها منْ ذَا يُزَيّنُ بالدَّرنْ؟! أغْوَيْتُمونِي ويلكُمْ لاَ بُدَّ مَنْ دَفْع الثَّمنْ وجمَعتُ مِنْ أُسْدِ الشّرى جَيْشًا تَرُوقُ له المِحنْ فنَظمْنَا مِنْ صَرْعى العِدَا أنشُودَةً لِفمِ الزَّمنْ حتَّى مُنِحْتُ بطَعْنَةٍ لَقَبًا يُندِّدُ بالحَزَنْ فَأَعَدَّ لي جيشُ الوفاَ منْ عهْدِه أبهَى كفَنْ شَهْرَان مِنْ عُمُري أنَا وسنُونَ منْ عُمُرِ الفِتَنْ بِهِمَا أَعِيشُ مُخَلَّدً في قلبِ منْ يَهْوَى الْوَطَنْ