تسقط مسرحية ”صهد” ظاهرة التفكّك الأسري على مدلول الوطن في وحدة ترابه وتعاضد أفراده، واختار المخرج أن يغوص في عمقها إلى درجة الغموض في المعنى في الكثير من مراحل العرض، إذ كان خيط الرتابة يجمع أطوار المسرحية، لكنها تكشف بحق عن إمكانيات في التمثيل لابن بركة هاجر بطاقة حماس جيدة. دخلت جمعية ”النبراس” لولاية أدرار، أول أمس، المنافسة الرسمية للمهرجان الوطني ال47 لمسرح الهواة بمستغانم، بعرض مسرحية ”صهد” في دار الثقافة ”ولد عبد الرحمان كاكي”، وفي 70 دقيقة غاص المخرج عبد القادر رواحي بالجمهور الحاضر في أغوار النفس إلى حدّ ضاع فيه الفهم لقصد العمل الدرامي، ذلك أنه لم يحسن استخدام تقنية الهدم والبناء. المسرحية التي استمدت أدوات نسجها من ”مسرح القسوة”، كان فيها ملمح الحزن لصيقا بكلّ مراحل العمل، وكان معظم الممثلين يردّدون ما حفظوه بإحساس ضعيف، وإلقاء باهت، وهو ما يعكس أهمية التكوين في صقل المواهب ولا سيما في الجنوب. والأمر لا يتوقّف عند النص والأداء، وإنّما يتعدى إلى الإضاءة التي لم تكن موفّقة، وكانت الموسيقى في البداية مناسبة تعكس أصالة منطقة أدرار، لكن المخرج اختار في بعض المشاهد موسيقى كلاسيكية، فشتان بين عراقة القمبري وغربة الكمان. خلال حديثه للصحافة وبعدها في جلسة النقد، أكّد المخرج وكاتب النص رواحي عبد القادر، أنه لا يؤمن بالمفاهيم السطحية، ومثل الأسرة بالوطن لترسيخ هذه الفكرة فنيا، واختار عنوان ”الصهد” لعمله لأنه يعتقد أن الموضوع المتناول حساس وحار كالصهد، وأوضح أن العمل موجه للنخبة بالدرجة الأولى. وذكر المتحدث أنّ تعاونية ”النبراس” لفنون العرض لولاية أدرار حديثة النشأة، و”صهد” أول عمل لها، وترسيخ المسرح في الجنوب مهمته الأولى، واختير اسم ”النبراس” ليضيء على الجنوب والجزائر. مبعوثة ”المساء” إلى مستغانم: دليلة مالك