استضافة الجزائر لملتقى التنمية البشرية ابتداء من اليوم، يعني اهتمامها بالإنسان كقيمة أساسية في العمل التنموي الشامل، خاصة وهي تعمل على عدّة جبهات وطنية واقليمية وقارية ودولية لتحقيق أهداف الألفية التي حققت فيها أشواطا كبيرة بشهادة الشركاء. والتنمية البشرية من حيث تعريفها هي عملية مستمرة في الزمان تحتاج إلى جهد متواصل مثلها مثل حاجيات الإنسان المتغيّرة مع متغيرات الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. وهي من حيث المبدأ الوصول بالإنسان إلى مستويات مرتفعة من الإنتاج والدخل وزيادة الخبرات التي تؤدي إلى زيادة معدل العمر بفضل منظومة صحية تسمح بذلك. والحاجة إلى التنمية البشرية نجدها بشكل خاص في بلدان العالم الثالث المعروف عنها أنها لا تعير الكثير من الاهتمام إلى العلوم الإنسانية لأنها غير ذات منتوج مادي، وهذا ما يعيبه الدارسون والباحثون في هذا المجال المعرفي. ولا يختلف إثنان في أن استدراك الإهمال الذي ميّز العلوم الإنسانية في بلدان العالم الثالث يتطلب مجهودات مضاعفة في عالم متسارع تكنولوجيا وثقافيا، يستحيل معه إعادة بناء الإنسان في هذه المجتمعات ليكون بنفس الخبرة والكفاءة الإنتاجية فكريا وتكنولوجيا الموجودة عند نظيره في الدول التي استثمرت في الإنسان قبل أن تستثمر في الماديات، على اعتبار أن الإنسان هو المحرّك الأساسي لكل تنمية.