تتواصل عروض الأفلام القصيرة الخاصة بمهرجان الجزائر الثاني للسينما المغاربية بقاعة ”الموقار”، حيث قدمت ثلاثة أفلام أوّل أمس تمثل ليبيا، المغرب والجزائر، وشدّ الفيلم المغربي ”لخاوة” انتباه الجمهور لقصته المؤثّرة ورسالتها التي تمجّد الأم وتقدّسها. ”لخاوة”.. تمجيد للأم يروي المخرج المغربي يوسف بريطل عبر فيلمه ”لخاوة” قصة بسيطة ومؤثّرة لأخوين فقيرين لهما أم مريضة، هما الشوبي حارس بموقف سيارات، ومحمد خيي البطال الذي يعاني من تبعات فراق زوجته، حيث يقوم الأخوان بمعالجة والدتهما وتنظيفها دون ملل، عاكسين بذلك خير مثال عن برّ الوالدين.تتوفى والدة الأخوين في ليلة من لياليهما المتكررة وهما غارقان في الثمالة، كانا يتحدّثان عن مشاكلهما، ويشدان عضد بعضهما البعض، ويشرعان في مراجعة علاقتهما بوالدتهما وكيف لم يقصرا في واجبهما اتجاهها، مع بدء التفكير في مراسم الجنازة ومتطلباتها. يترجم الفيلم الوجه الإنساني لبطلي الفيلم المدمنين على الخمر اتّجاه والدتهما أثناء مرضها وحتى بعد وفاتها، عكس الصورة النمطية المرسومة على المدمنين الفقراء.
"ذكريات الماضي”.. نزيف ليبيا أراد المخرج الليبي الشاب فرج معيوف في أولّ فيلم سينمائي قصير يخرجه بعنوان ”ذكريات الماضي”، الغوص في عمق الماضي بحلوه ومرّه، ليستذكر أهمّ المحطات التي تستوقفه في كلّ لحظة تأمّل وتفكير، من خلال شخصية رجل يعشق الكتابة ويتمنى أن يصبح يوما كاتبا مشهورا، حيث صوّر مشاهد من الألم والبؤس والحرمان في أحيان كثيرة، تقدّمها التعذيب أيام الثورة الليبية الأخيرة ضد الراحل القذافي، وكذا الفقر والمرض اللذان عانى الأطفال منهما بعيدا عن اهتمام الدولة. ”المكتوب”.. معاناة فراق فلذة الكبد ترصد المخرجة الجزائرية لمياء إبراهيمي عبر فيلمها ”المكتوب”، قدر امراة حكم عليها بالأسى وحرقة قلبها من فراق ابنتها بسبب الطلاق، مصورة طقوس الجزائريات في مرابطة أولياء الله الصالحين، آملات في العودة وإطفاء نار شوق فلذة كبدها.وتقدم المخرجة الممثلة مينا لشطر في دور درامي وفّقت كثيرا في تجسيده، لم يألفه الجمهور، إذ شاعت بأدوارها الكوميدية.