استعرض عيسى بن الأخضر رئيس جمعية ”جزائر الخير” البرنامج المسطر لشهر رمضان الكريم، حيث كشف عن 10 مشاريع خيرية تمس 35 ولاية تتواجد فيها المكاتب التابعة للجمعية، بهدف تقديم الخدمة الإنسانية والرعاية الاجتماعية للفئات المحتاجة خلال الشهر الفضيل. تحدث عيسى بن الأخضر بمناسبة إشرافه على افتتاح فعاليات ملتقى الإعلام والعمل الخيري، عن جملة من الأهداف التي تسعى الجمعية إلى تفعيلها انطلاقا من نشر ثقافة العمل التطوعي، حيث قال: ”من خلال مجموعة الأعمال الخيرية التي نسطرها على مدار السنة، نستهدف دعم جهود الدولة في محاربة الفقر والأمية والأمراض المزمنة، إلى جانب الدعوة إلى إنشاء المراكز والمؤسسات الخيرية المتخصصة التي تعنى برعاية المحتاجين، ناهيك عن المساهمة في تنمية الثقافة الاجتماعية وفتح المجال واسعا أمام الشباب للتطوع”. ولأن الأعمال الخيرية والتطوعية تكثر في الشهر الفضيل، يقول عيسى بن الأخضر، حصرنا مشاريعنا الرمضانية في 10 أعمال تتمثل في مطاعم الخير، وهي عبارة عن مراكز تخصصها الجمعية لإفطار الصائمين الذين لا دخل لهم ويصومون بعيدا عن ذويهم، ويستهدف المشروع عن طريق فتح المئات من المطاعم في القرى والمدن، إلى إدخال الفرحة على الفقراء وإتاحة الفرصة للمتنافسين لكسب الأجر والثواب، كما ينتظر أن تقدم هذه المطاعم 20 ألف وجبة يوميا، بينما يتمثل المشروع الثاني في قفة المحتاج التي ينتظر أن تحوي كمية من المواد الغذائية الضرورية لدعم العائلات المحتاجة، سيستفيد منها 100 ألف محتاج. خصت ”جمعية جزائر الخير” في برنامجها التضامني اليتامى بنشاط خاص، حيث أطلقت ما يسمى ب”موائد اليتامى” التي تعتبر مآدب رمضانية موسعة لإدخال الفرحة على قلوبهم وإشعارهم بالعطف والحنان الذي فقدوه، حيث ينتظر أن تمس المبادرة 40 ألف طفل يتيم على مستوى الوطن. كما تم إلى جانب موائد اليتامى حسب محدثنا التفكير في عابري السبيل من خلال تسطير مشروع الوجبات عبر الطرق، بهدف التخفيف عن المسافرين، خاصة أصحاب الشاحنات الثقيلة الذين يتعذر عليهم الدخول إلى المدن وقت الإفطار، وتم التفكير في تجهيز أكثر من 1000 وجبة يوميا عبر 10 ولايات. لم تربط ”جمعية جزائر الخير” برنامجها بموائد الإفطار فقط، بل خصصت جانبا للاحتفال بالعيد في المشروع الخاص بكسوة العيد التي اختير لها اسم ”كسوة المحتاج”، حيث قال عيسى بن الأخضر؛ نتطلع إلى إدخال الفرحة على 50 ألف فقير. وفي رده على سؤالنا حول العمل الخيري الخاص بالجانب الروحي، أفاد محدثنا بأن الجمعية أدرجت في برنامجها مجموعة متميزة من النشاطات الروحانية، منها جائزة ”بلال” لأحسن أذان، وهي مسابقة مفتوحة يشارك فيها الشباب لاختيار أحسن الأصوات، إلى جانب إعداد مجموعة من المسابقات الفكرية والتربوية، حيث يشرف على المشروع فريق من المربين لتنمية ثقافة الأطفال التربوية والأخلاقية والفكرية، ناهيك عن الإشراف على الأمسيات القرآنية والذكر والمديح بعد التراويح. وبعد استعراض البرنامج الخيري، تم تخصيص المحور الثاني من أشغال الملتقى للحديث عن الإعلام والعمل الخيري الذي ارتأينا يقول رئيس الجمعية من ورائه تحقيق ثلاثة مبادئ هي؛ تشجيع العمل الخيري والإنساني، الالتفات إلى المؤسسات الإعلامية الممثلة في الفضائيات العمومية والخاصة التي أولت اهتماما خاصا للعمل الخيري، وأخيرا نسج علاقة بين العمل الإعلامي والمجتمع المدني الساعي وراء تفعيل العمل الخيري عن طرق التطوع الذي نرى بأنه لا يتحقق إلا بإشراك النخبة ممثلة في مختصين في علم الاجتماع والنفس والقانون وكذا الشريعة، في الترويج للعمل الخيري، كل في تخصصه. يرى رئيس ”جمعية جزائر الخير” أن العمل التطوعي في الجزائر يسير بوتيرة بطيئة لعدة أسباب أهمها؛ ضعف ثقافة العمل الخيري، فرغم أن الشعور بحب الخير لدى المواطنين موجود، إلا أن تكريس العمل التطوعي بطريقة منظمة ومؤطرة وممنهجة لا يزال بعيدا، إلى جانب قلة الدعم الذي يعتقد البعض بأنه ينحصر في تقديم المال فقط، لكن الحقيقة غير ذلك، فإلى جانب المال لابد من وجود أمور أخرى تعمل على تيسير وتسهيل القيام بالعمل الخيري، يقول عيسى بن الأخضر. صبت المداخلات التي تمت برمجتها في الملتقى حول دور الإعلام في نشر ثقافة العمل التطوعي وحث الناس عليه، حيث ربط عبد القادر بريش دكتور وباحث في العلوم الاقتصادية في مداخلته بين المسؤولية الاجتماعية والعمل الخيري، ويرى بأن لوسائل الإعلام دور كبير في دعم المسؤولية الخيرية من خلال تسليط الضوء على أهم المشاريع الخيرية، بينما تأسف من جهة أخرى على عزوف بعض المشاهير من نجوم الفن والرياضة والسياسة تبني بعض الأعمال الخيرية في آخر مشوارهم. من جهته، سلط الأستاذ زبير عروسي، دكتور في علم الاجتماع، الضوء على المقصود من العمل الخيري، حيث يرى بأن اعتباره مسؤولية الدولة قول مردود، ذلك أنه بالرجوع إلى الدول التي أحرزت تقدما في مجال العمل التطوعي كانت قد تبنتها منظمات المجتمع المدني التي تعتبر أساس العمل الخيري، ويرى أن العمل الخيري لا يعتبر صدقة، كما يظنه أغلب الناس، إنما هو ذلك العمل المنظم الذي يتسم بالديمومة ويكرس المفهوم الفلسفي للتطوع من خلال نشر ثقافة التسامح والاعتراف بالآخر، مع نبذ ثقافة العنف ولا يعكس الجانب المادي فحسب، لذا اعتبر المتحدث التضامن مبدأ مطلوبا لإنجاح أي عمل خيري.