تم أمس، بكلية الطب جامعة الجزائر 1 (بن يوسف بن خدة)،فتح مخبر علم التشريح بإدراج كرسي التشريح الرقمي تحت إشراف اليونسكو وبالتعاون مع جامعة ديكارت بباريس. وحسب المدير العام للمخبر الأستاذ حمودي سي صالح، المختص في جراحة الفك والوجه بمستشفى مصطفى باشا الجامعي، فإن هذه التقنية الجديدة (التشريح الرقمي) أصبحت تقنية ضرورية للمختصين تمكّنهم في غضون 2015، من إجراء العمليات الجراحية بتكنولوجية التشريح الرقمي على الحاسوب قبل إجرائها على جسم الإنسان. وأوضح الأستاذ خلال ندوة عقدت أمس، بجامعة الجزائر 1 بمناسبة إطلاق التقنية الجديدة، أن لحضور أساتذة أجانب وعلى رأسهم البروفيسور الفرنسي الجراح فانسون ديلماس، أهمية خاصة لأنه سيشرف على إلقاء عدة عروض يقدم من خلالها شروحات للمختصين الجزائريين والطلبة حول التشريح الرقمي بغرض تحضيرهم ليتمكنوا من التحكم مستقبلا في هذه التقنية. وأشار الأستاذ حمودي، إلى أن إطلاق هذه التقنية يعتبر سابقة كونها الأولى من نوعها في الجزائر والمغرب العربي وإفريقيا، موضحا أن اليونسكو اختارت الجزائر لإطلاقها تحسبا لتوسيعها وتعميمها لتشمل بلدان المغرب العربي لاحقا. وأكد المتحدث أن مخبر جامعة الجزائر 1 الذي تم إعادة تأهيله وفتحه بعد فترة من الغلق هو الأكبر والأهم في إفريقيا من حيث مكوناته ومحتوياته، علما أن 500 طالب يدرسون بهذا المخبر الذي يستقبل سنويا أكثر من 15 ألف زائر من داخل والوطن وخارجه. من جهته أكد المكلف بالإعلام على مستوى جامعة الجزائر 1 (بن يوسف بن خدة)، السيد محسن تيجاني، أن استفادة كلية الطب ومخبرها بكرسي التشريح الرقمي يعتبر امتدادا وتطويرا لقسم التشريح بجامعة الجزائر التي تعتبر رائدة في هذا المجال، حيث يمتد عمر التشريح في التعليم العالي في الجزائر إلى الأربعينيات من القرن التاسع عاشر، وظل في تطور مستمر حتى أضحت جامعة الجزائر رائدة في هذا المجال. وأضاف تيجاني، أن علم التشريح الذي تحتضنه كلية الطب، يعتبر تحفة علمية نادرة في العالم يحتوي على قطع من الأعضاء البشرية، وهياكل عظمية وأجنّة من قطع عرضية وطولية من جسم الإنسان، وكانت آخر جثة دخلت إلى جامعة الجزائر في عام 1976. وكان الطلبة في علم التشريح يدرسون هذا التخصص من خلال الجسم المادي للإنسان وليس من الجانب الافتراضي، ومنذ 1976 أصبحوا يدرسونها افتراضيا أو من خلال المجسمات البلاستيكية حسب المتحدث الذي أضاف أنه بناء على الفتوى التي تتيح للباحث في علم الطب أن يدرس جسم الإنسان كما فعل ابن سينا والرازي، وغيرهما وهي الفتوى المعمول بها حاليا بالجزائر تمت العودة إلى استعمال هذا النوع من الجراحة والعلوم. ويرى محسن تيجاني، أن الغرض من هذا الكرسي هو رقمنة علم التشريح بحيث يمكن للطالب بكلية الطب الآن أن يدرس علم التشريح من خلال محاضرة يقدمها أستاذ بواشنطن، أو ميشيغان أو موسكو أو أي جامعة بأي نقطة من العالم، وهو ما حدث فعلا في بعض المرات، بالإضافة إلى تقديم جامعة الجزائر دروسا في علم التشريح إلى كليات الطب عبر الوطن عن طريق تقنية الانترانيت. وحضر الندوة التي ستختم اليوم، عمداء الكليات ومختصون في علم التشريح من الجزائر وخارج الجزائر، وعلى رأسهم البروفيسور الفرنسي والأخصائي والأستاذ المغربي دريس العمراني من مراكش.