أبدى وزير الموارد المائية السيد حسين نسيب، أمس، امتعاضه من سير مشروع إنجاز محطة لضخ المياه بسد أغيل عمدة ببلدية خراطة، بهدف تحويلها لتموين سد خزان ماوان بولاية سطيف. مشيرا إلى أن العراقيل التي يتحدث عنها المجمع المكلف بإنجاز المشروع "كوسيجي سي سي او"، والمتعلقة بضعف الطاقة الكهربائية بموقع المشروع لا أساس لها من الصحة، وطالب الوزير إطاراته بتحويل العمال الذين اشتغلوا بمشروع تحويل المياه من سد كدية أسردون إلى موقع المشروع لتسريع وتيرة الأشغال، كما دعا الوزير إلى عدم قبول مشاركة المجمع في صفقات أو مشاريع أخرى إلى غاية انتهائه من أشغال إنجاز المحطة وقنوات تحويل المياه، من جهة أخرى شدّد الوزير على نوعية المياه الموزعة على سكان الولاية، مع الشروع في تموين سكان بلدية بوڤاعة بمياه الشرب يوميا. صعّد وزير الموارد المائية، أول أمس، من لهجته أمام مسؤولي قطاع الموارد المائية بولاية سطيف، خلال الزيارة التفقدية لمشروع تحويل المياه للولاية التي تعاني من جفاف منذ عدة سنوات عبر أكبر نظامين لتحويل 313 مليون متر مكعب في آفاق 2030، انطلاقا من سد تابلوط ببلدية خراطة بولاية بجاية، وذراع الديس بولاية جيجل، لتموين كل من سدود ماوان واغيل عمدة غرب و شرق الولاية. ولم يقتنع الوزير بالأسباب التي عرقلت مشاريع التحويل التي تخص إنجاز محطات لضخ المياه، وقنوات تمتد لعدة كيلومترات بالإضافة إلى نفق داخل جبل ببلدية عين السبت على طول 14 كيلومترا، مشيرا إلى أنه سيجتمع بالمدير العام لمجمّع سونلغاز خلال الأسبوع الجاري، لحثه على توفير طاقة الكهرباء حسب خصوصية المشروع، بشرط أن يتم مستقبلا التنسيق مع هذه المصالح قبل الشروع في الإنجاز، وبهدف استغلال خبرة العمال الذين اشتغلوا بمشروع تحويل المياه من سد كدية أسردون، طالب نسيب، بتحويلهم للعمل على مشروع تحويل المياه من سد اغيل عمدة- الذي كان في السابق مخصصا لإنتاج الطاقة الكهربائية قبل أن يقرر تحويله للتموين بمياه الشرب- ، وتحسبا لإنجاز المشروع تم تفريغ السد من المياه لبلوغ مستوى يسمح بالقيام بأشغال إنجاز محطة الضخ، غير أنه بعد أربع سنوات من الأشغال لا يزال المشروع يراوح مكانه، علما أن آجال التسليم محددة بشهر أكتوبر المقبل. وبموقع إنجاز النفق وسط جبل ببلدية عين السبت، لتحويل المياه من سد تابلوط إلى سد موان على مسافة 14 كيلومترا استمع الوزير، للشروحات المقدمة من طرف المؤسسة المكلفة بالإنجاز والتي اضطرت مؤخرا إلى اختيار مكتب دراسات لإعداد خبرات جيولوجية وجيو تقنية حول نوعية التربة بعد انهيار جزء من النفق، ليتم خلال الأيام القليلة القادمة تقديم الاقتراحات مع إمكانية المحافظة على النفق في طوله الحالي والممتد على 4 كيلومترات، قبل أن يحوّل إلى السطح على شكل قنوات لنقل المياه إلى السد ابتداء من أفريل 2015، وبعين المكان ألح نسيب، على ضرورة التأكد من نوعية التربة وجودة القنوات التي سيتم استعمالها لنقل المياه، علما أن نسبة تقدم المشروع بلغت 67 بالمائة. وتوقع الوزير تحسين نظام تموين سكان الولاية بمياه الشرب تدريجيا ابتداء من السنة المقبلة، وذلك في انتظار الانتهاء من أكبر نظامين لتحويل المياه إلى مناطق الهضاب العليا لتموين مليوني ساكن عبر 28 بلدية، وسقي 36 ألف هكتار من الأراضي الفلاحية. ولدى تفقد حسين نسيب، المخبر الجهوي التابع لمؤسسة الجزائرية للمياه، حرص على ضرورة تنفيذ كل التحاليل المطلوبة لضمان نوعية جيدة في مياه الشرب، ليستعلم من المخبريين عن نوعية المشاكل التي تعيقهم في عملهم اليومي والمتعلقة بطول فترة صيانة التجهيزات خاصة ما تعلق بوصول قطع الغيار من الممونين بالخارج، وبعين المكان طالب الوزير، القائمين على المؤسسة بضرورة تسريع أشغال صيانة قنوات توزيع المياه، مع إدراج الأحياء الجديدة في برنامج عصرنة قنوات توزيع المياه. وعلى صعيد آخر دعا ممثل الحكومة، إلى توظيف الشباب من المستفيدين من آليات تشغيل الشباب لإنشاء مؤسسات صغيرة متخصصة في وضع القنوات وإصلاح التسربات، وبذلك تكون الوزارة قد أسهمت في الحد من البطالة وسط شباب الولاية. كما توجت الزيارة بإطلاق عملية توزيع مياه الشرب لسكان بلدية بوڤاعة بحصة يومية تمتد لست ساعات على أن تكون مقسمة على حصتين متساويتين في الصباح والمساء، وبعين المكان استمع الوزير لانشغالات المواطنين الذين كانوا يستفيدون من المياه ليوم واحد في كل 21 يوما، ليطالب القائمين على مؤسسة الجزائرية للمياه احترام مواقيت التوزيع ليتعود عليها المواطنون.