أعرب وزير الموارد المائية، السيد محمد نسيب، عن ارتياحه لخبرة الشركات الجزائرية في مجال إنجاز المشاريع المتعلقة بوضع قنوات توزيع المياه والتسيير المحكم للسدود، مما سمح بكسب رهان توفير احتياطي من المياه، مع إطلاق العديد من أشغال الصيانة ومد قنوات توزيع المياه لتحسين التموين. وبخصوص الوضعية الحرجة لعدد من سدود المنطقة الشرقية للوطن، بسبب قلة تساقط الأمطار، وعد ممثل الحكومة سكان ست ولايات بتوفير مياه الشرب بصفة عادية ابتداء من سنة 2014 بحصة تزيد عن 500 مليون متر مكعب في السنة، على أن يتم اقتراح حلول استعجالية لشهر أكتوبر المقبل لضخ المياه من سد بني هارون . ولدى اطلاع الوزير على وضعية إنجاز مشروع تحويل مياه سد بني هارون للجهة الجنوبية لتوفير مياه الشرب بمناطق الهضاب العليا التابعة لولايات جيجل، ميلة، قسنطينة، أم البواقي، باتنةوخنشلة، استحسن وتيرة تقدم الأشغال التي تسهر على إنجازها شركتان وطنيتان، ويتعلق الأمر بكل من شركة أشغال الطرقات، الري والبناء وشركة هيدرو مناجمنت، بالإضافة إلى الشريك المصري "أي سي سي". وبعين المكان، ألح الوزير على فتح ست ورشات لتسريع أشغال وضع القنوات ابتداء من الأسبوع المقبل في انتظار وصول المحولات والمضخات لثاني أكبر محطة لضخ المياه بمنطقة وادي سغان بعد محطة الضخ لسد بني هارون، وهي المحطة التي تسمح بضخ 60 ألف متر مكعب في اليوم لتموين ولايات كل من خنشلة، أم البواقيوباتنة انطلاقا من سدي كدية المدور وأوركيس. ونظرا لأهمية أنظمة التحويل لسد بني هارون، أشار الوزير إلى إدراجها ضمن المخطط الوطني للموارد المائية، وتتوقع الوزارة أن يحل السد إشكالية التموين بالعديد من الولايات بالنظر إلى الحجم الهائل من المياه المجمعة والتي يمكن أن تنجد السدود الشرقية التي بلغ منسوب المياه بها درجة حرجة، منها سد كدية المدور الذي أصبح غير قادر على تلبية طلبات ولاية خنشلة والمناطق المجاورة. وحتى يتم استدراك العجز في مجال التموين بالولايات الشرقية التي يتم توزيع مياه الشرب بها بمعدل كل ثلاثة أيام، قرر الوزير إطلاق أشغال إنجاز قناة استعجالية على طول 60 كيلومترا لربط سد وادي العثمانية بمنطقة وادي كرشة، وسيكون إنجاز القناة من طرف الشركات الوطنية التي ستقتسم الأشغال فيما بينها على مرحلتين للشروع في توزيع المياه قبل نهاية شهر أكتوبر على أكثر تقدير، وسيتم خلال الأسبوع المقبل -يضيف السيد نسيب- إطلاق مناقصة لاختيار الشركة التي ستنجز محطة لمعالجة المياه وهو ما يضمن توفير مياه الشرب لأكثر من 6 ملايين نسمة وسقي 40 ألف هكتار. أما فيما يخص إشكالية تموين سكان عين فكرون بولاية أم البواقي بمياه الشرب، اعترف الوزير بصعوبة الأمر بالنسبة لهذه المنطقة، وذلك رغم قرار حفر عدد إضافي من الآبار لتغطية طلبات موسم الاصطياف، واعدا المواطنين بدراسة حلول استعجالية خلال الأيام القليلة المقبلة من خلال إنجاز قنوات استعجالية إلى حين الانتهاء من نظام التحويل من سد بني هارون المتوقع لنهاية سنة 2014. وعلى صعيد آخر، استحسن الوزير نوعية الأشغال التي تقوم بها المؤسسات الوطنية عبر عدة مشاريع، مشيرا إلى أن العديد من الصفقات التي تطلقها الوكالة الوطنية للسدود أو الديوان الوطني للتطهير تعود إلى الشركات الوطنية الخاصة منها والعمومية، وهو ما يعود إلى اكتسابها خبرة كبيرة في مجال الانجاز خلال السنوات الفارطة مع مشاركتها في أشغال إنجاز العديد من المشاريع مع الشركات الأجنبية، فهناك شركات اختصت في الدراسات وأخرى في إنجاز السدود وهو ما يسمح مستقبلا بضمان النوعية والجودة في المنشآت القاعدية والرفع من عدد المستثمرين الجزائريين في هذا المجال.