أوصى الخبراء المشاركون في المؤتمر الدولي حول استراتيجية تكنولوجيات الإعلام والاتصال، بضرورة جعل هذه التكنولوجيات محركا للتنمية المستديمة، مبرزين في هذا الصدد الحاجة الماسة لسلطة عليا تتكفل بإقامة مجتمع المعلومات في الجزائر، وجعل هذه الأخيرة في موعد مع العصرنة خلال العشرين سنة المقبلة. ودعا المشاركون في اليوم الثاني من هذا المؤتمر الذي نظمه الاتحاد الوطني للعلماء والتكنولوجيين الجزائريين إلى تقاسم وتثمين المعرفة، للسماح للجميع بالاستفادة من إيجابيات تكنولوجيات الإعلام والاتصال، واستغلال هذه الأخيرة في تحسين نوعية الحياة، معتبرين أن إنشاء سلطة عليا للتكفل بإقامة مجتمع المعلومات، سيمكن الجزائر من بلوغ هذا الهدف في غضون 20 أو 25 سنة المقبلة. وتشمل هذه المهام تحديد الهيئة حسب المتدخلين المكلفة بتحديد منهج لأنظمة الإعلام سواء بالنسبة للتنمية أو لانسجام المجتمع، يمكن الجزائر من ضمان مكانتها اللائقة في إطار العولمة. كما طالبوا في السياق بإعداد "كتاب ابيض" يقوم بتحديد الهياكل التكنولوجية الواجب وضعها والوسائل التي يجب تسخيرها من اجل ترقية وإنتاج المضمون وتحديد إستراتيجية اندماج المنشآت الإعلامية الموجودة والتنسيق فيما بينها. وفي هذا الصدد أكد وزير البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال السيد حميد بصالح في تدخله في نهاية أشغال اليوم الثاني من المؤتمر على الضرورة الملحة للقيام بتفكير معمق مع جميع القطاعات ومختلف المتعاملين والخبراء والعلماء من اجل تطوير تكنولوجيات الإعلام والاتصال في الجزائر، مبرزا أهمية إدماج تكنولوجيات الإعلام والاتصال في الإدارة وتحسين مواقع الإنترنت وتنمية صناعة المضامين من خلال تكثيف المؤسسات والصناعات الصغيرة والمتوسطة، وتكوين مورد بشري ذي نوعية. وأعرب الوزير عن أمله في أن تترجم توصيات المؤتمر إلى أعمال تجد طريقها إلى التطبيق في اقرب الآجال، داعيا إلى أن تصبح مثل هذه اللقاءات تقليدا من اجل إجراء تقييم في مجال تكنولوجيات الإعلام والاتصال في الجزائر. وبالمناسبة تم خلال المؤتمر التأكيد على أن الجزائر توجد في مرحلة حاسمة في ميدان تطور تكنولوجيات الإعلام والاتصال، وتم تسجيل التأخر الذي ينبغي أن تتداركه في هذا المجال، لاسيما مع وفرة الطاقات لتطوير هذه التكنولوجيات على غرار الموارد البشرية والمالية والمنشآت. كما أشار المشاركون إلى أن المنطقة الإستراتيجية للجزائر الواقعة في مفترق طرق إفريقيا وأوروبا وآسيا تمثل سوقا كبيرا للبلاد، ودعوا إلى مشاركة المجتمع المدني بشكل اكبر في ميدان تعميم تكنولوجيات الإعلام والاتصال في الجزائر، معتبرين أن استخدام مجموع الجزائريين للتكنولوجيات الجديدة يعد ضرورة ملحة.