طالما ارتبط عمل الحماية المدنية عند عامة الناس بإطفاء الحرائق التي تشب في المنازل والغابات، أو بعمليات الانقاذ عند حدوث كوارث طبيعية كالزلازل. و إضافة الى كل هذه الأدوار، المهمة فإن لأعوان الحماية المدنية دورا هاما يلعبونه على مستوى الشواطئ لا سيما في موسم الاصطياف. وتتخرج من الحماية المدنية سنويا دفعة من الغطاسين تخضع لتكوين خاص ومنضبط وجاد في الجانبين النظري والتطبيقي، الذي يسمح بتلقين المتكونين كيفية القيام بعمليات الانقاذ والإسعاف وكيفية استخدام العتاد الخاص بالغطاس أو الغواص، وغيرها من أجهزة الانعاش. ولا تقتصر مهمة الغطاس على هذه المهام فقط بل تتعداها الى حماية الحيوانات البحرية والممتلكات الغارقة الى جانب التكفل الطبي بالمسعف. كما أن الجديد في مجال تكوين الغطاسين يشير الى عدم اقتصاره على الولايات الساحلية فقط بل تجاوزها الى الولايات الداخلية مثل غرداية، لكون عمل الغطاس يمتد حتى الى الآبار والسدود. وينبغي أن ندرك أن عمل أعوان الحماية المدنية بصفة عامة والغواصين بصفة خاصة ليس بالأمر السهل إذ ينبغي أن يملك هؤلاء جملة من الصفات كالقوة والمغامرة والعزم والإرادة من أجل تلبية النداء في أي وقت سواء في الليل أو النهار برا وبحرا. أما عن الصعوبات التي تواجهها فرق الحماية المدنية فهي عدم تجاوب المواطنين مع مهمة رجال الحماية فإذا كانت الفرقة تتأهب في ظرف 30 ثانية بعد سماع الاستغاثة فإن الوصول الى الضحية كثيرا ما يعيقه تدخل المواطنين للقيام بعمليات الانقاذ دون أن تكون لهم أدنى فكرة عن الطريقة التي تتم هذه العملية الانقاذ، ناهيك عن الإزدحام في الطرقات والذي في أغلب الأحيان يؤدي الى تأخر وصول أفراد الحماية المدنية في الموعد وبالتالي تعريض حياة الضحية للخطر وأحيانا وفاتها. وللإشارة فإن موسم الاصطياف بالعاصمة لهذه السنة سيتم على مستوى 47 شاطئا تسمح فيه السباحة تم تدعيمها بمراكز للحراسة، فمنذ بداية جوان الماضي قدر العدد ب330 حارسا (بين عون وغواص)، في حين سيعرف هذا العدد ارتفاعا في جويلية الجاري بالنظر لارتفاع عدد المصطافين خلال هذا الشهر. ويذكر أن عدد التدخلات لسنة 2007 على مستوى شواطئ العاصمة قدر ب3697 تدخلا وحدد عدد الغرقى ب1640 غريقا في حين تم اسعاف 3392 شخصا ووجه 298 مصابا الى المراكز الصحية أما عن موسم الاصطياف للسنة الجارية فقد سجل منذ بداية جوان 777 تدخلا تم انقاذ 313 شخصا من الغرق في حين تم اسعاف 667 شخصا وتم توجيه 55 مصابا للمراكز الصحية، وسجلت حالة وفاة واحدة في احدا شواطئ شرق العاصمة حيث انتشل الغطاسون غريقا كان يصطاد في أحد الشواطئ غير المسموحة للسباحة.