كرّس المؤتمر ال19 للموثقين الأفارقة الذي اختتمت أشغاله أول أمس، بالجزائر العاصمة، مبدأ العقد التوثيقي كأداة للحفاظ على السلم الاجتماعي، حيث أضحى هذا الأخير محركا للتنمية الاقتصادية لأنه يسمح بضبط العلاقات القانونية في المجتمع· وقد اتفق المؤتمرون على تعزيز وتوطيد العلاقات القائمة بين موثقي إفريقيا قصد ضمان حركة أحسن للعقد التوثيقي وتشجيع تنظيم ملتقيات وجامعات علمية في البلدان الإفريقية قصد تحسين وتعميق معارف الموثقين بخصوص مواضيع مختلفة، وألحوا من جهة أخرى على ضرورة تمكين الموثقين الأفارقة من الاستفادة من تكوين قصد ضمان ممارسة أحسن لنشاطهم وتحسين خدمات التوثيق بشكل مستمر· من جهة أخرى تم توجيه لائحة مساندة لرئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة تنويها "بالدعم المعنوي والمادي الذي قدمه لإنجاح هذا المؤتمر"، حيث كرم من قبل لجنة الشؤون الإفريقية التي منحته هدية رمزية عرفانا له بتشجيعه ترقية مهنة التوثيق في الجزائر وفي إفريقيا· وقد أكد رئيس لجنة الشؤون الإفريقية السيد غانيوأدشي أول أمس، أن الجزائر متقدمة جدا في مجال التوثيق وهي تستحق بأن تكون الناطق باسم القارة الإفريقية للدفاع عنها في المحافل الدولية، مشيرا إلى أن "الجزائر تعد بلدا متقدما جدا ليس فقط على مستوى التوثيق الإفريقي ولكن بالنسبة للتوثيق الدولي أيضا"· وأوضح المتحدث أن "الجزائر التي أدخلت إصلاحات عميقة في قطاع العدالة والنصوص القانونية، يجب أن تكون مثالا يقتدى به بالنسبة لإفريقيا برمتها ولم لا بالنسبة للعديد من دول العالم"· من جهته اعتبر السيد جون - سيليستان زوري الأمين العام للجنة الشؤون الإفريقية، أن "المؤتمر تكلل بنجاح تام بمشاركة حوالي 500 موثق وهو أمر فريد من نوعه في سجلات التوثيق الإفريقي" · وأوضح أن الحفاظ على السلم الاجتماعي يُعد إحدى المهمات الرئيسية للتوثيق حيث يسمح بتأطير العلاقات القانونية والاقتصادية بين المواطنين بشكل يجعل هذه العلاقات تتم في إطار الشرعية والهدوء وبموافقة كل الأطراف المعنية· ومن جهتها أكدت السيدة ريجين دوكولينز رئيسة الغرفة الوطنية لموثقي الكاميرون على إسهام المؤتمر ال19 في مهنة التوثيق في إفريقيا معتبرة أن "نجاحه يكمن أساسا في تعزيز نوعية العقد التوثيقي· وحثت الموثقين الأفارقة على عدم قبول كل أنواع الإجراءات في إطار المبادلات الدولية بدون إبداء الرأي لأن الأمر يتعلق" بالحفاظ على السكينة والسلم في مجتمعاتنا"· من جهته تطرق السيد أمادو مصطفى ندياي رئيس الغرفة الوطنية لموثقي السنغال، إلى أهداف هذا المؤتمر الذي يتوخى - كما أوضح - "التوصل إلى معرفة أحسن بمهنة الموثق من خلال إبراز المنفعة الاجتماعية لمهمته وبحث سبل تطوير ممارسة هذه المهنة"·