تعديل 87 نصا تشريعيا منذ بداية الإصلاح وعدد الموثقين بلغ الألفين كشف السيد الطيب بلعيز وزير العدل حافظ الأختام، أن عملية تكييف المنظومة التشريعية الوطنية مع الاقتصادية والمعايير الدولية وتدعيم الحقوق الأساسية للإنسان وتعزيز الحريات الفردية والجماعية، طالت إلى حد الآن سواء من حيث المراجعة التدريجية للنصوص التشريعية أو ما أفضت إليه من قوانين جديدة، 87 نصا تشريعيا وتنظيميا تصب كلها في الاتجاه الراهن لشعوب ودول المجتمع الدولي نحو ترسيخ وإقامة أسس الحكم الراشد ونشر مبادئ الديمقراطية وحقوق الإنسان· كما أكد أن عدد الموثقين في الجزائر يقترب من ألفي موثق··· وأوضح الطيب بلعيز، أن هذه التغييرات جاءت في إطار المخطط المحوري للتنمية الوطنية الشاملة الهادف إلى ما وفرت له من إمكانيات إلى تحديث البنية التحتية الاقتصادية وتطويرها قصد تفعيل القدرات الوطنية واستقطاب رؤوس الأموال الأجنبية· وتطرق وزير العدل في الكلمة التي ألقاها خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر التاسع عشر للتوثيق الإفريقي الذي يحتضنه فندق الأوراسي بالعاصمة تحت شعار"العقد التوثيقي أفضل أداة لتحقيق السلم الاجتماعي"، إلى مراحل إصلاح العدالة الذي شرع في تطبيقه منذ سبع سنوات خاصة منها ما يخص مهنة الموثق · وأكد أن تحول بلادنا إلى النظام الاقتصادي الحر وما كان سينجر عن ذلك بالضرورة من تغيرات جذرية في أنماط الحياة الاجتماعية والاقتصادية "فرض علينا وضع صياغة جديدة وحديثة للمفاهيم القانونية، ويبرز ذلك من خلال إجراء تعديلات جوهرية على أحكام القانون المدني وتتميمها فيما يتعلق منها بقواعد الإسناد والتنازع وأحكام المسؤولية المدنية والإيجار وسد بعض الثغرات القانونية كإقرار الكتابة الإلكترونية من بين وسائل الإثبات وتكريس المبادئ القانونية المترجمة لاختيارنا الاقتصادي القائم أساسا على سلطان الإرادة وتشجيع المنافسة المشروعة وحماية الملكية الفردية· وأوضح الوزير أن هذه الإصلاحات ساهمت في توفير المناخ الاقتصادي والاجتماعي الملائم للموثق للمساهمة في تطوير المهنة وترقيتها وعلى الخصوص توفير فضاء قانوني ثري ومتجدد في منتهى الحداثة والتوافق مع المواثيق الدولية والاتفاقيات الدولية · كما أصبح للموثق قانونه الجديد بات الموثقون بموجبه على درجة عالية من التنظيم والمهنية سواء من حيث شروط الالتحاق بالمهنة والتكوين أو نظامهم التأديبي وما يوفره لهم من ضمانات· وفي ذات السياق أشار الطيب بلعيز إلى أن عدد الموثقين في الجزائر الذي لم يكن يتعدى ال 144 موثق بكل التراب الوطني سيقفز إلى الألفين - 2000 - بعد انتهاء فترة تكوين ألف موثق جديد كانوا قد فازوا في المسابقة الوطنية ونوه وزير العدل حافظ الأختام في كلمته بما بلغته علاقات التعاون بين التوثيق الجزائري والتوثيق الفرنسي لا سيما في مجال التكوين، مشيرا إلى استقبال ومشاركة المجلس الأعلى للتوثيق الفرنسي وفود الموثقين الجزائريين في مختلف الأنشطة المهنية خاصة في الجامعة الصيفية التي تنظم بفرنسا سنويا· للإشارة فإن أزيد من 15 دولة إفريقية تحضر الملتقى الذي يعقد بالجزائر لأول مرة وذلك بعد سنة من انضمامها للاتحاد الدولي للتوثيق إضافة إلى ممثلين عن الاتحادات التوثيقية لعدة دول أوروبية منها فرنسا والأرجنتين وإسبانيا· وحسب السيد عبد الحميد اشيت هني، رئيس الغرفة الوطنية للموثقين، فإن لقاء الجزائر هذا سيكون فرصة لعرض تجربة الجزائر في التوثيق أمام الأشقاء الأفارقة ولتبادل التجارب بين الدول المشاركة، كما يعتبر منبرا للموثقين الأفارقة والجزائريين لطرح مشاكلهم وانشغالاتهم