كشف وزير الشؤون الدينية والأوقاف السيد بوعبد اللّه غلام اللّه عن التحضير لتنظيم مسابقة وطنية لتوظيف 30 مرشدة دينية في المساجد ابتداء من شهر سبتمبر المقبل، ما سيسهم في رفع عدد المرشدات الدينيات اللواتي يقدر عددهن حاليا ب200 مرشدة يتواجدن تقريبا في كل ولايات الوطن. وأضاف الوزير في معرض حديثه، أمس، خلال الملتقى الوطني السادس للمرشدات الدينيات حول الإرشاد الديني النسوي وقضايا الأسرة الجزائرية المنظم بالمحمدية، أن المرأة أصبحت تلعب دورا كبيرا في المجتمع لابد أن تدعمه بالدخول الى المساجد لتتمكن من أداء مهام التوعية خاصة وأن المعطيات تشير إلى أن المسجد الوسيلة التي تستقطب أكبر جمهور، حيث أن 14 مليون شخص يدخلون المسجد أسبوعيا، وهو الأمر الذي يشجع على تفعيل دور المسجد من خلال التحسيس حول مختلف المواضيع التي تهم الأسرة. وفي سياق الحديث أكد نفس المسؤول على ضرورة تغيير بعض الذهنيات التي تربط تعرض الأبناء للانحراف بعمل المرأة، على أساس أن المرأة جزء فقط من المجتمع وليست كل المجتمع، ما يعني أن التربية هي قضية كافة أطراف المجتمع الفاعلة. ومن جانبها ذكرت الوزيرة المنتدبة المكلفة بالأسرة وقضايا المرأة نوارة سعدية جعفر أن الأسرة الجزائرية شهدت تحولات بنيوية عميقة تتطلب دور المرشدات الدينيات لتحقيق التماسك ونشر ثقافة الحقوق من منظور صحيح وكذا نشر الثقافة الدينية الصحيحة ونبذ السلوكات الشاذة وفي مقدمتها مظاهر العنف داخل الأسرة، كما نوهت الوزيرة بالدور الذي يمكن أن تلعبه المرشدة الدينية في حل مشاكل الأسرة ودرء الأخطار التي تهددها بالتفكك فضلا عن القضاء على التقاليد البالية والمساهمة في محو الأمية التي تقدر نسبة 35 في المئة في الوسط النسوي. وعلى صعيد آخر اوضحت الوزيرة أن تحضير المرشدات الدينيات للمساهمة في الارشاد الأسري تجربة جزائرية رائدة من شأنها أن تكفل حصانة قوية للمجتمع، وهو ما تسعى وزارة الأسرة إلى تعزيزه من خلال الاعداد لمخطط وطني خاص بالأسرة للتقليص من تأثير مختلف التأثيرات الخارجية في نفس الوقت الذي تدرس فيه امكانية إنشاء مراكز للارشاد الأسري فضلا عن النظر في مشكل نقص المربيات ورياض الأطفال باعتبار أن أكثر من 17 من النساء عاملات، والأمر صار بحاجة إلى توازن الأدوار في المجتمع للقيام بمهام التربية على أكمل وجه. للإشارة، سيكون الملتقى الذي يدوم على مدار يومين فرصة أساسية لتدارس بعض الجوانب الأساسية المتعلقة بالأسرة ودور الإرشاد في معالجتها، وذلك من خلال مجموعة من المداخلات حول الأسرة الجزائرية والتحديات التي تواجهها.