"لا نجاح للاتحاد من أجل المتوسط من دون الجزائر"، "ينبغي التوقّف عن شيطنة الآخر"، "الصدق والابتعاد عن حسابات الكواليس شرطان لنجاح الاتحاد"، "لا حياة للاتحاد والشعب الفلسطيني مضطهد" و"منطقة المغرب العربي جنّة تنتظر الحرث " بهذه الجمل عبّر الكاتب الجزائري محمد مولسهول المعروف ب"ياسمينة خضرة" عن آرائه حول قيام الإتحاد من أجل المتوسط بمبادرة فرنسا ومشاركة زعماء أربعين دولة. وفي هذا السياق، أكّد مولسهول حسب "ميدل إيست أون لاين" أنّ قيام اتحاد متوسطي يمثّل إمكانية إخراج الضفة الجنوبية من إحباطاتها المتكرّرة التي تعيشها على جميع الأصعدة ولكن بشرط أن يكون مبنيا على الصدق وليس حسابات كواليس، علاوة على ضرورة أنّ يتوقّف اضطهاد الشعب الفلسطيني مضيفا أنّ إسرائيل لو كانت تريد السلام فعلا فينبغي لها تجسيده وأن لا تعاقب شعبا كاملا إثر عمل معزول، منتقلا في حديثه إلى مشاركة الرئيس السوري بشار الأسد في فعاليات هذا الإتحاد والتي يراها خطوة عقلانية تعيد سوريا إلى الساحة الدولية داعيا في الصدد نفسه إلى التوقّف عن شيطنة الآخر وأنّ عزل أيّ دولة يجعلها خطرة فعلا. واستطرد مدير المركز الثقافي الجزائري بباريس قائلا أنّ هذا المشروع يمكن أن يكون له دور كبير في تحريك المياه الراكدة وفكّ جزء من الانسداد الحاصل في الشرق الأوسط، على مستويات عدّة ومن بينها الثقافية والفكرية، مضيفا أنّ الاتحاد سيسهّل حرية تنقّل الأشخاص والسلع والاستثمارات بين الضفتين، خاصة أنّ دول المغرب العربي "جنة تنتظر حرثها" حسب قوله. وعن نظرة شعوب البحر الأبيض المتوسط إلى حوضهم، قال صاحب ثلاثية "العالم العربي الإسلامي" (سنونوات كابول، الاعتداء وصفارات بغداد) أنّها نظرة واحدة وهذا من منطلق علاقتهم العاطفية مستأنفا قوله أنّ المتوسّط منطقة تلاقي وحوض رائع احتضن الملاحم والأساطير ويمكن لشعوبه أن تحوّله إلى جنة عدن، مضيفا أنّه في الواقع الحالي هو عبارة عن حدود تسدّ الأفق في وجه سكانه كما أنّ الجزائريين مثلا ينظرون إليه على أنّه منفذ لصنع النجاح، وبوابة تجسّد أحلامهم، والفرنسيون يرون فيه غزواتهم وحروبهم وحنينهم إلى الماضي، وفي بلدان أخرى يمثّل مصدرا للشرّ والاضطهاد، ولآخرين نافذة للحظ السعيد ليتوقّف المتحدث عن ضرورة بناء جسور للتواصل بين ضفتيّ المتوسط. ويعكف الكاتب الجزائري حاليا على إعداد رواية تدور أحداثها حول المصالحة الفرنسية- الجزائرية يقول في صددها أنّ الثقافة يمكن أن تلعب دورا حاسما في التغلّب على الحقد الذي تربّى بين الجانبين.