يرى مدير المركز الثقافي بباريس، ياسمينة خضرة، أن الاتحاد من أجل المتوسط يمكن أن يفتح حوارا بين الضفتين كما في حالة الجزائر. * وقال إن "الجزائر لها خيرات هائلة لكنها لا تمنح الجزائريين سوى الفقر والبؤس والفوضى. الجزائر أهلكها الإرهاب والرشوة والمحاباة واللاكفاءة وثقافة الاحتقار والغضب والرغبة في الهروب". * ساند الروائي ياسمينة خضرة مشروع "الاتحاد من اجل المتوسط" الذي أطلقه الرئيس الفرنسي بحضور زعماء أربعين دولة، ورأى أن هذا المشروع يمكن أن يكون له دور كبير في تحريك المياه الراكدة وفك جزء من الانسداد الحاصل في الشرق الأوسط على مستويات عدة ومن بينها الثقافية والفكرية. * والمعروف عن ياسمينة خضرة أنه يحاول دائما وفي العديد من أعماله سبر أغوار انكسارات العالم الإسلامي والعربي. ويقول الأديب الجزائري إن نظرة شعوب البحر الأبيض المتوسط إلى حوضهم واحدة من منطلق علاقتهم العاطفية به، لكن "الجزائريين مثلا ينظرون إليه على أنه منفذ هروب، وبوابة تجسد أحلامهم، والفرنسيون يرون فيه غزواتهم وحروبهم وحنينهم إلى الماضي، وفي بلدان أخرى يمثل مصدرا للشر والاضطهاد، ولآخرين نافذة للحظ السعيد. * ويعترف ياسمينة خضرة أن البحر المتوسط ولحد الآن هو بمثابة حدود تسد الأفق في وجه سكان الضفة الجنوبية لكن المطلوب -حسبه- هو أن نبني جسورا للتواصل. * ويعكف الأديب الجزائري حاليا على الإعداد لرواية تدور أحداثها حول المصالحة الفرنسية الجزائرية ويقول أحد شخصياتها "وحدهم الواعون من لهم القدرة على التصالح"، ويضيف الكاتب أن الثقافة يمكن أن تلعب دورا حاسما في التغلب على الحقد الذي تربّى بين الجانبين. * ويضيف أن حالة الانفصام التي تستوطن نفوس الجزائريين شيئا فشيئا تشغله دوما. "لقد أصبحوا ناقمين على كل شيء... فالماضي أفلت منا والحاضر خدعنا لكن لدينا المستقبل". * ويقول الأديب خضرة إنه ينتظر الكثير من مشروع الاتحاد من أجل المتوسط" بشرط أن يكون مبنيا على صدق وليس حسابات كواليس، مضيفا أن الاتحاد سيسهل حرية تنقل الأشخاص والسلع والاستثمارات بين الضفتين، ويؤكد أن دول المغرب العربي هي جنة تنتظر حرثها، ويمكننا عمل الكثير. * * وأكد ياسمينة خضرة أنه من دون الجزائر لن يكون هناك اتحاد متوسطي فعال، وأضاف أن الجزائر يمكن أن تصبح "سلة غذاء البحر الأبيض المتوسط". واستطرد ياسمينة خضرة قائلا: "إن الاتحاد المتوسطي لن يتحقق أبدا مادام هناك اضطهاد للشعب الفلسطيني"، وأضاف أنه إذا كانت إسرائيل تود فعلا السلام فينبغي أن تعمل على تجسيده وأن لا تعاقب شعبا بأكمله من أجل "اعتداء معزول". * كما أشاد بحضور الرئيس السوري، بشار الأسد، القمة المتوسطية في باريس، معتبرا الأمر خطوة عقلانية تعيد سوريا إلى الساحة الدولية، وقال إنه ينبغي التوقف عن "شيطنة الآخر" وأن عزل أية دولة لا يؤدي إلا إلى جعلها خطرة فعلا.