يستعد الكاتب الجزائري المثير للجدل ومدير المركز الثقافي الجزائري بباريس ياسمينة خضرة، لإصدار رواية جديدة تضاف إلى رصيده الأدبي الذي بلغ 22 عملا، ليخوض من خلاله في تلك الصداقة التي جمعت بين الفرنسيين اليهود والجزائريين··· يبدو أنّ موضة الصداقة الجزائرية اليهودية والفرنسية مازالت مستمرة عند أولئك الذين يبحثون عن رضا "الأم" فرنسا، ويسعون إلى فرز مكان لهم على تراب بلاد الجن والملائكة، فبعد أن قدّمها سينمائيا المخرج الجزائري المغترب مهدي شارف في فيلمه الأخير "كارتوش قلواز" وقبله بن صالح في فيلم "كان ذات مرة في الوادي" ·· يستعدّ الكاتب الجزائري المقيم في فرنسا ياسمينة خضرة أو محمد مولسهول، لاستعراض نفس الموضوع في روايته الجديدة التي ستتخذ - حسب تصريحاته في حوار لجريدة "الحياة" اللندنية - شكل الملحمة التي تبدأ فصولها في فترة الثلاثينيات وتنتهي باستقلال الجزائر··· تدور أحداثها حول صداقة تجمع بين أبطال الرواية (جزائري، فرنسي ويهودي) يشتركون هذه المرة - ليس في انجاز كوخ صغير يطالب كلّ منهم بحقه فيه حسب رأي مهدي شارف - ولكن في حبّ امرأة لعلّها الجزائر، ليلتقي الأصدقاء الثلاثة بعد 45 سنة أي في الوقت الراهن ليبحثوا عن بقايا تلك الصداقة ···! السؤال الذي يستحقّ الطرح بإصرار : "لماذا هذا التركيز وفي هذا الوقت بالذات على هذا الموضوع؟، ولماذا عند أولئك الذين يعيشون على الضفة الأخرى من الحوض المتوسط···؟؟" ·· ياسمينة خضرة تأسّف في نفس الحوار عن تأخّر ترجمة أعماله للّغة العربية التي يحبّها وينتمي إليها، رغم أنّ أعماله ترجمت إلى ثلاثين لغة في القارات الخمس بما فيها اللغة اليابانية·· مؤكّدا أنّه كان يخجل من ترجمة أعماله لكلّ اللّغات ماعدا العربية، ليضيف بقوله "لقد آلمني أن تكون آخر لغة أترجم لها بعد كل اللغات هي العربية"· ولم يجد صاحب رواية "سنونوات كابو تفسيرا لهذا التجاهل العربي، إلاّ القول بأنّه نابع من الغيرة على نجاحاته·· مؤكّدا "أقربائي هم أوّل من يحتج على نجاحي"، وبالمقابل أنّه لا يبالي أبدا من إقصاء العرب له، لأنّه يدعى إلى مختلف أنحاء العالم ، لكن شقاءه الوحيد يبقى انتماءه للأمة العربية التي عرفت عبر التاريخ بالوقوف ضد أبنائها المتميّزين - على حد تعبيره - مضيفا أنّ انتماءه لهذه الأمة هو الذي قلّص من شهرته ومن نجاحاته قائلا : " لو كنت يهوديا أو أوروبياً أو أمريكياً سأضاعف مكانتي الدولية عشر مرات لكنني عربي"··· كما حاول ياسمينة خضرة الدفاع عن روايته " الاعتداء" مؤكّدا " أنّها الرواية الوحيدة التي عرف كيف يدافع فيها عن القضية الفلسطينية، ومن اتهمها بالتحيّز لإسرائيل لم يفهم فحواها·· مؤكّدا بالمقابل أنّ الصهاينة فهموا بسرعة ذلك جيداً وحاولوا تكسير نجاح الرواية وإفشالها لئلا تحصل على جوائز أدبية مهمّة في فرنسا، وحاولوا منع نجاحه في الولايات المتحدة· يذكر أنّه صدرت بالجزائر مؤخّرا الترجمة العربية لعدد من أعمال ياسمينة خضرة على غرار "الاعتداء"، "سنونوات كابول" و"أشباح الجحيم" وذلك بالتعاون بين منشورات "سيديا" - الجزائر، ودار "الفارابي" - بيروت·