لم يخرج المرشح الديمقراطي للرئاسيات الأمريكية باراك أوباما في زيارته إلى فلسطينالمحتلة أمس، عن القاعدة التي حكمت مواقف الرؤساء الأمريكيين السابقين بإعلان ولائهم الصريح لإسرائيل وحكوماتها لضمان التربع على كرسي البيت الأبيض. ولكن أوباما زاد على هذا الولاء تملقا إضافيا عندما وصف الدولة الإسرائيلية ب "المعجزة" التي تحققت خلال 60 عاما في تلميح إلى المحيط العربي المعادي لها. ولكن المرشح الديمقراطي فقر عمدا على كيفية تحقيق هذه المعجزة والأساليب الإرهابية العنصرية التي اعتمدها حكام الكيان الإسرائيلي طيلة ستة عقود لتحقيقها على جثث آلاف الفلسطينيين واقتراف أبشع عمليات التقتيل والاغتيالات والحروب والاجتياحات ضد شعب وجد نفسه دون وطن. ويدرك المرشح المحتمل لقيادة الولاياتالمتحدة أهمية هذه العبارة "الخرافية" والتأكيد في كل مرة على ولائه لإسرائيل ودفاعه عنها لقناعته أن تحقيق حلمه بالجلوس على كرسي الرئاسة في البيت الأبيض لا بد أن يمر عبر إسرائيل وتزكية ورضى اللوبي الصهيوني المتغلغل في دوائر صناعة القرار الأمريكي. والولاء بالنسبة لأوباما هو أيضا حمل القلنسوة اليهودية فوق رأسه في وقفة البكاء على ضحايا المحرقة النازية قصد كسب ود الجماعات الضاغطة في الولاياتالمتحدة التي لن ترضى عن أي من المرشحين لقيادة أكبر حليف لها إذا لم تضمن ولاءه المفرط وخدمة مصالح الدولة اليهودية في فلسطينالمحتلة.