فوجئت عائلة الشهيد الصحراوي سعيد دمبر في حدود الساعة الثامنة والنصف صباح اليوم الاثنين بعناصر من الشرطة المغربية على متن حوالي ثلاثة سيارات تتوقف أمام منزلها قبل أن ينزل من إحداها نائب والي أمن وبعض ضباط الشرطة ويقومون بطرق باب منزل العائلة. وحسب بيان صادر اليوم عن عائلة الشهيد الصحراوي سعيد دمبر، فان والدتهم "خيرة أحمد أمبارك الكليوة" البالغة من العمر 76 سنة تعرضت للضغط من قبل ضباط الشرطة المغربية تحت إشراف نائب والي الأمن بالعيونالمحتلة من أجل تسلم وثيقة دون أن تعرف محتواها، لكنها رفضت تسلمها والتوقيع على أنها تسلمتها قبل أن تفاجئ بالمسؤولين في الشرطة يقومون برمي هذه الورقة أمام المنزل وينصرفون. واعتبرت العائلة المتواجد أفرادها بمدينة العيونالمحتلة وفأس بالمغرب وجزيرة لانثالوتي بإسبانيا، أن ابنها حسب هذه الوثيقة الصادرة بتاريخ 04 يونيو 2012 بمكتب الوكيل العام للملك بمحكمة الاستئناف قد دفن جثمانه بتاريخ 09 يناير 2012، مستغربة كيف يمكن أن تحضر في حدود الساعة التاسعة صباحا بتاريخ صدور الوثيقة المذكورة ؟. وخلصت إلى أن هذه الوثيقة تشكل إخبارا لأفراد العائلة بالدفن، وليس أبدا استدعاء لها لحضور دفن جثمان ابنها بعد مضي حوالي 17 شهرا و15 يوما عن تواجده المفترض بثلاجة بقسم الأموات بمستشفى حسن بن المهدي بالعيونالمحتلة ، وهو ما يجعلها تظل متمسكة بفتح تحقيق والكشف عن ظروف وملابسات مقتل ابنها. واستنكرت عائلة الشهيد الصحراوي سعيد دمبر لجوء الدولة المغربية التستر على حقيقة مقتل ابنها ودفنه في زمان ومكان ليس من اختيارها ومحاولتها (أي الدولة المغربية) حبك سيناريو مفضوح لدفن جثمانه دون حضور أي فرد منها ودون تحقيق مطالبها العادلة والمشروعة، وهو ما اعتبرته العائلة معززا لموقفها في الإقرار بتورط الدولة المغربية في مقتل ابنها "سعيد دمبر ". وطلبت العائلة أخيرا المنتظم الدولي بالضغط على الدولة المغربية من أجل فتح تحقيق عادل ونزيه في مصير قضية ابنها المتوفى برصاص الشرطة المغربية، مناشدة المنظمات والجمعيات الحقوقية الدولية بمؤزرتها من جديد في هذه القضية والكشف عن الحقيقة ورفع الغبن والحيف والاستخفاف عن العائلة المكلومة بفقدان ابنها والتلاعب بجثمانه. وفي موضوع ذي صلة، شهدت مدينة العيونالمحتلة ومنذ الساعات الأولى من هذا اليوم تواجدا مكثفا لعناصر الشرطة والمغربية والقوات المساعدة بمختلف شوارع وأحياء وأزقة المدينة، كما شوهدت دوريات متعددة تحاصر منزل عائلة الشهيد الصحراوي سعيد دمبر ومحكمة الاستئناف والمؤسسات التعليمية والتربوية ومقبرة خط الرحمة المتواجدة جنوب شرق مدينة المدينة. واعرب المكتب التنفيذي لتجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان عن تضامنه المطلق مع عائلة الشهيد الصحراوي سعيد دمبر ومع كل ضحايا الرصاص والتعذيب والاعتداءات المتكررة للدولة المغربية بمدن الصحراء الغربية ومناطق جنوب المغرب والمواقع الجامعية المغربية.
وعبر عن استغرابه للطريقة غير الإنسانية وغير الأخلاقية التي لجأت إليها الدولة المغربية في إخبار العائلة بمبرر استدعائها لحضور دفن جثمان ابنها، في وقت كانت فيه هي قد قامت بالمهمة في وقت سابق قاطعة الطريق أمام العائلة ومطالبها وأمام كل المتضامنين معها. وندد تجمع المدافعين الصحراويين عن حقوق الإنسان بمحاولة الدولة المغربية اللجوء مرة أخرى للتستر خلسة ودفن المواطنين الصحراويين في الظلام دون حضور لعائلاتهم وتحقيق لمطالبها العادلة والمشروعة. ودعا التجمع مجددا الدولة المغربية الكشف عن حقيقة مقتل الشهيد الصحراوي سعيد دمبر ولو استدعى ذلك استخراج جثته لإجراء تشريح طبي من طرف أطباء مختصين ودفنها وفق ما تطالب بها عائلته. وطالب المفوضية السامية لحقوق الإنسان والمنظمات والجمعيات الحقوقية الدولية بالضغط على الدولة المغربية للتحقيق في قضية مقتل الشاب الصحراوي سعيد دمبر ومساءلتها عن الأسباب الحقيقية التي جعلتها ترفض إجراء خبرة وتشريح طبي من طرف أطباء مختصين في التشريح الطبي على جثمانه ولجوئها إلى دفنه دون إخبار عائلته وضدا على مطالبها العادلة والمشروعة بقوة القانون .