قال الأمين العام لحزب التحالف الوطني الجمهوري بلقاسم ساحلي أن حزبه تناول بالدراسة والتحليل الحوصلة التقييمية للانتخابات التشريعية التي صادفت 10 ماي 2012 وذلك خلال ندوة صحفية عقدها امس بدار الصحافة – طاهر جاووت- بالجزائر العاصمة، فبعد عقد المجلس الوطني للتحالف الوطني الجمهوري دورته العادية الأولى بدار الثقافة هواري بومدين بولاية سطيف يومي 15 و16 جوان 2012 وتحضيرا للانتخابات المحلية المقبلة إلى جانب مناقشة المسائل التنظيمية والمالية للحزب، تم التوصل إلى عدة نقاط أهمها: يعتبر حزب التحالف الوطني الجمهوري رفض الناخبين لشتى الضغوطات والإغراءات خاصة المالية منها تجاوبا من المواطنين مع خطاب الحزب السياسي الرامي إلى أخلاقية العمل السياسي في البلد، التفاؤل بنسبة المشاركة القوية في الانتخابات التي تعد رسالة قوية لأعداء الوطن بالداخل والخارج ويعتبر أيضا تعبيرا قويا عن رفض الجزائريين لكل محاولات المساس بالسيادة الوطنية والترحيب بالنسبة غير المسبوقة لتمثيل المرأة في البرلمان والتي تمثل خطوة هامة في سبيل تحقيق دولة المواطنة التي يتساوى فيها جميع المواطنين دون تمييز. عبر ساحلي أيضا خلال الندوة عن رضا الحزب ومناضليه عن النتائج التي حققها مرشحي حزب التحالف الوطني الجمهوري بالرغم من الظروف الصعبة التي حضرت فيها الانتخابات والتي ميزها وجود أزمات تنظيمية عايشها الحزب منذ بداية عام 2009 وإلى غاية 48 ساعة قبل انقضاء آجال ايداع قوام المترشحين إلى جانب نقص الإمكانيات المالية والمالية الضرورية. ناشد ساحلي السلطات العمومية الإسراع في الانخراط في مسعى مرافقة الأحزاب السياسية عن طريق تقديم الدعم المالي والمادي بتوفير الحد الأدنى الذي يسمح للأحزاب السياسية باعتبارها مؤسسات من مؤسسات الجمهورية أن تلعب دورها المتمثل في تنشئة الإطار السياسي المؤهل لتمثيل المواطنين ومساعدتهم على ممارسة السيادة والسلطة المخولة لهم دستوريا. ونظرا للاختلال والاعدل المسجلين في ترجمة أصوات الناخبين إلى مقاعد بالمجلس الشعبي الوطني، دعا الأمين العام للحزب إلى التعجيل باستبدال النظام الانتخابي الحالي المبني على الاقتراع النسبي على القائمة بالنظام الانتخابي الذي يعتمد المزج بين الاقتراع النسبي على القائمة والاقتراع النسبي الوطني “بالنسبة لانتخابات المجلس الشعبي الوطني”، واستبدال النظام الانتخابي الحالي المبني على الاقتراع النسبي على القائمة المغلقة بالنظام الانتخابي النسبي التفضيلي على القائمة” بالنسبة لانتخابات المجالس الشعبية البلدية والولائية”. ورغبة في تثمين الديناميكية التي عرفتها قواعد الحزب بعد التجاوب الكبير الذي لقيه خطاب التحالف الوطني الجمهوري لدى أوساط المجتمع، صادق المجلس الوطني للحزب على الاستراتيجية الخاصة بهيكلة الأجهزة المحلية للحزب وتوسع قاعدته النضالية التي تهدف إلى التقرب المباشر من المواطنين والاستماع لانشغالاتهم بتنظيم لقاءات جوارية وندوات ولائية سيشرف عليها الأمين العام للحزب ابتداءا من الاسبوع المقبل، وتماشيا مع الجانب التنظيمي تمت المصادقة على التعديلات المقترحة على النظام الداخلي للحزب ونظام الاشتراكات الخاص بمناضلي واطارات ونواب الحزب، أضاف ساحلي أنه تم انتخاب اللجنة الوطنية للانضباط وإجراء تعديل على تشكيلة المكتب الوطني لحزب التحالف الوطني الجمهوري. وتزامنا مع التحضير للانتخابات المحلية المقبلة قرر المجلس الوطني للحزب تنصيب اللجنة الوطنية لتحضير الانتخابات المحلية والتي يعتبرونها محطة ثانية ناجحة في مسار الإصلاحات السياسية ولن يتم ذلك إلا عن طريق تكريس الممارسة الديموقراطية التشاركية عبر تفعيل قانوني الولاية والبلدية الجديدين الذين سيضمنان التوازن المطلوب بين المنتخبين والمحليين بصفتهم ممارسين للسيادة الشعبية وبين أعوان الدولة الضامنين لديمومة واستمرارية السيادة الوطنية. وفي الأخير أكد ساحلي أن تعميق الحريات الإعلامية والنقابية وتفعيل دور المجتمع المدني وتقليص الفوارق الاجتماعية والاقتصادية يتطلب تجاوز المنطق العددي أو منطق الأغلبية والأقلية الناتجين عن التشريعيات الأخيرة إلى منطق الكفاءات والالتزام بخدمة المصالح العليا للدولة.