يشتكي سكان القرى النّائية ببلدية كاب جنّات الواقعة بالنّاحية الشرقية لولاية بومرداس جملة من المشاكل التي أرّقت السكان وجعلتهم يعيشون حياة شبيهة بالبدائية في ظلّ انعدام أدنى المرافق الضرورية للحياة الكريمة . من جملة المشاكل التي يعاني منها سكان هذه القرى على غرار قريتي (بن والي) و(وادي الأربعاء) نقص التزوّد بالماء الشروب، حيث غالبا ما تجفّ حنفياتهم، خاصّة في فصل الصيف، وهو ما يضطرّهم للتوجّه إلى الآبار والمنابع المائية المتواجدة بإقليم قراهم أو خارجها متكبّدين في ذلك مشقّة حمل الدلاء، وغالبا ما يتولّى الأطفال هذه العملية التي تحرمهم من قضاء عطلهم والاستمتاع بها. ففي الوقت الذي يستفيد فيه أطفال الجهات الأخرى من عطلهم يضطرّ أطفال قرى بلدية كاب جنّات إلى تحمّل مسؤولية نقل الماء الشروب لآهاليهم الذين يستعينون بهم في هذه العملية• إضافة إلى ذلك يعاني الأطفال المتمدرسيون القاطنونين بهذه القرى من انعدام النّقل المدرسي، وهو ما يضطرّهم إلى قطع مسافات تقدّر بالكيلومترات للوصول إلى مقرّ دراستهم نظرا لعجز أوليائهم في معظم الأحيان عن تغطية مصاريف تنقّلهم اليومية إلى مدارسهم• كما يشتكي سكان القرى ببلدية كاب جنّات من ضعف التغطية الصحّية، حيث تكاد تنعدم بها قاعات العلاج، وهو ما يضطرّهم للتنقّل إلى المصحّات والمستشفيات المجاورة لتلقّي العلاج، سواء العلاج البسيط أو المعقّد من الأمراض المزمنة، حيث لا تتوفّر أدنى الخدمات الصحّية بهذه القرى، على حدّ قول السكان الذين إلتقت بهم يومية "المسار العربي"، وهو ما يكلّفهم عناء التنقّل إلى البلديات المجاورة للعلاج على غرار مستشفى دلّس وبرج منايل، خاصّة بالنّسبة للنّساء الحوامل اللواتي غالبا ما يتمّ نقلهن في ظروف غير صحّية للمستشفيات لوضع مواليدهن.• ولا تتوقّف معاناة هؤلاء السكان عند انعدام الماء ونقص التغطية الصحّية، بل تتفاقم مع انعدام وسائل الترفيه والتسلية التي حرمت الشباب والأطفال من إيجاد أماكن يرفّهون فيها عن أنفسهم وينمّون مهاراتهم بممارسة هواياتهم المفضّلة، وهو ما من شأنه أن يكون لهم مصدرأمان يقيهم من الانحراف الذي قد تجرّهم إليه الأوضاع المتردّية بقراهم• وفي ظلّ هذا النّقص الفادح في المرافق الضرورية للعيش الكريم يتطلّع سكان هذه القرى رغم إحساسهم بمرارة تهميش المسؤولين إلى تغيّر أوضاعهم نحو الأفضل في السنوات القادمة.