كشفت تفاصيل وفاة الطبيبة وفاء بوديسة عن استمرار تلك الممارسات الدنيئة داخل الكثير من المؤسسات و الشركات التي تخضع لنزوات المسؤولين الصغار بعيدا عن القوانين، ففي التفاصيل كشف زملاء الفقيدة ان رئيس المصلحة طلب من مدير المستشفى إعفاء الراحلة من مزاولة عملها خشية عليها من العدوى و هي حامل في شهرها الثامن إلا أن المدير رفض تسريحها رغم أن قرارات الحكومة تستثنيها من العمل في هذه الظروف، و رغم ذلك تعاون زملاءها للتغطية على غيابها و تناوبوا على تغطية النقص ما يعني انه لم يكن يوجد تقصير في العمل، و لانه في كل مؤسساتنا يوجد ذلك الذي ينقل كل صغيرة و كبيرة للمدير فإن المراقب العام حسب الشهادات تكفل بالبحث عنها في كل مكان و مراقبة تحركاتها فاضطرت الفقيدة للعودة للعمل مكرهة. مثل هذا المراقب العام و مدير المستشفى ينتشرون كالفطريات في المؤسسات لا يوجد لديهم أي خطط لتحفيز الموظفين من خلال المعاملة الحسنة و تفهم اوضاعهم بل كل همهم هو التضييق و ممارسة البيروقراطية و إحباط المعنويات، الغريب في هذه الحكاية انه يوجد موظفين في مصالح اخرى يتغيبون بالسنوات و تصلهم اجورهم كاملة غير منقوصة بينما (الزوالي) يُحارب في رزقه و في حياته حتى ينتهي به المطاف كما انتهى بوفاء أو يتوقف قلبه، و لو تم إجراء فحوصات على العمال و الموظفين في كل المؤسسات لاكتشفنا حجم العلل و الأمراض التي يعانون منها من داء السكري و الضغط الدموي و حتى الجنون لانهم فقط يخضعون لسيطرة مسؤولين يشبهون مدير مستشفى رأس الواد و مراقبه العام الذين لا يفرقون بين التسيير المرن للمؤسسات و التسلط، ومع الأسف الشديد انه في الوقت الذي نشاهد وزراء و مسؤولين كبار يبذلون جهودا كبيرة من أجل التسيير المرن لقطاعلتهم فإن مسؤولين صغار ما يزالون يعيشون في مرحلة تسيير العصر البائد و تلك مفارقة غريبة يجب أن تتوقف. محمد دلومي