ما مدى صحة هذا العنوان ؟ مع الأسف صحته بلا مدى لأن الواقع يكشف حقيقة المقولة ومفعولها الساحر على عقول الناس كلهم في هذه البلاد، فالوصول إلى المناصب والمكاسب والمغانم لم يعد له علاقة بالتحصيل العلمي، ولكن بتحصيل آخر لا علاقة له بالعلم إطلاقا، لدرجة أنه يوجد في بلاك كل شيء ممكن مستوردين لا يتقنون لا اللغة العربية ولا اللغة الانجليزية ولا الفرنسية، ويتواصلون مع التجار في الخارج عن طريق الآلات الحاسبة، بمعنى يكتب له ثمن السلعة في الآلة والزبون يرد عليه بتخفيض السعر عن طريق الآلة الحاسبة، ونملك أيضا رجال أعمال كما قالت إحدى المثقفات ولكنهم لا يقومون بالأعمال ولكن باستيراد الأنابيب وتسويق الخردة، ولا يعرفون لا الفائدة من هذه الأنابيب ولا الخردة ، رغم أن الأنابيب التي يستوردونها تأتي من الخردة التي بيعونها لخارج، كما نملك أيضا نوابا مستواهم العلمي فوق درجة الصفر بقليل وبعضهم تحته بكثير صنعتهم الصدف، والشيته داخل الأحزاب وشؤون أخرى بعيدة كل البعد عن الثقافة والتحصيل العلمي، ولأن " لي قرا قرا بكري " فإننا نجد دكاترة قاب قوسين أو أدنى من الجنون، وما يزالون ينتظرون قفة رمضان التي لن تأتيهم لا في رمضان ولا في شوال، كما يوجد لدينا مهندسين ليسوا عاطلين عن العمل فقط بل عاطلين عن الأمل، لهذا صار الأطفال يفرون من المدارس في سنتهم الخامسة, ويبدأون حياتهم العملية في الأسواق، وفي سن المراهقة يكونوا قد شكلوا تجارة لاباس بها تدخلهم عالم السياسة من باب حزب يبيع رأس القوائم في المزاد العلني تماما مثلما تباع بقايا الخردة في المزاد العلني لهذا تجد رجال الأعمال والبقارة يعرفون جيدا كيف يزايديون، بينما يخرج غيرهم والذين يحملون تحصيلا علميا بخفي حنين، وحتى خفي أخت حنين