عارضت الجزائروإيران توصية بتعليق عضوية سوريا في منظمة التعاون الإسلامي خلال اجتماع وزراء خارجية المنظمة، آمس الآول الإثنين في جدة السعودية. ولا تزال الجزائر متشبتة بسيادة سوريا بعيدا عن كل الضغوطات الخارجية وتبدي تحفظا شديدا على أي قرار يتضمن عقوبات سياسية، اقتصادية أو دبلوماسية ضد سوريا، حيث انتقدت بشدة قرارا سابقا بتعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية، وهي مواقف دفعت الدول الغربية وعلى رأسها الولاياتالمتحدةالأمريكية إلى طلب توضيحات من الحكومة الجزائرية بشأن هاته المواقف . وقال الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو إن وزراء خارجية الدول الإسلامية أوصوا بتعليق عضوية سوريا في التكتل الإسلامي، وهو تعليق اعتبرت إيران أنه يزيد تعقيد الأزمة التي بدأت قبل نحو 17 شهرا باحتجاجات شعبية ضد نظام بشار الأسد، قبل أن تتحول إلى مواجهات مسلحة مفتوحة. وترأس إحسان أوغلو اجتماعا لوزراء خارجية الدول الإسلامية تحضيرا لدورة استثنائية لقادة منظمة التعاون الإسلامي تبدأ في مكةالمكرمة بالسعودية. وعندما سؤال عما إن كان الوزراء دعوا لتعليق عضوية سوريا، أجاب إحسان أوغلو بنعم، وتحدث عن مشروع قرار في هذا الاتجاه تم تبنيه بالأغلبية المطلقة، سيرفع إلى قادة المنظمة، التي تضم 56 دولة إضافة إلى السلطة الفلسطينية. " وقد انتقد وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي قبيل بدء اجتماع وزراء الخارجية الدعوات لتعليق عضوية سوريا، قائلا إن "ذلك لا يعني أنك تتحرك على طريق حل المشكل، بل يعني أنك تزيح المشكل جانبا". وكان إحسان أوغلو اتهم -في كلمة افتتاحية أمام وزراء الخارجية- نظام الأسد بممارسة سياسة الأرض المحروقة، وإدخال "سوريا في نفق مظلم لا تعرف نهايته". وقال إن ما يحدث "نتيجة متوقعة للتجاهل الذي قوبلت به مطالب الشعب (السوري) وتطلعاته المشروعة"، لكنه شدّد على ضرورة "الحفاظ على وحدة سوريا". وقبل ذلك كان الرئيس التركي عبد الله غل صرّح بأنه يتوقع من القمة الإسلامية "رسالة قوية لإنهاء نزيف الدماء في سوريا، وبدء عملية التحول". وأشار غل -متحدثا في مطار إسطنبول قبيل توجهه إلى جدة- إلى احتمال تعليق عضوية سوريا في منظمة التعاون الإسلامي، مذكرا بأن الجامعة العربية سبق لها أن علقت عضوية هذا البلد قبل نحو عشرة أشهر.