صرح مصدر في هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية امس، بأن مركز التأمين المادي والتقني في ميناء طرطوس يعمل عملا طبيعيا، ولا داعي في الوقت الحاضر لإجلاء أفراده والمعدات الموجودة فيه. وقال المصدر في حديث لوكالة "إنترفاكس – آ في أن" الروسية للأنباء: "قضت الخطة التي تم وضعها لرحلة بحرية يفترض أن تقوم بها سفن حربية روسية باحتمال إجلاء الخبراء الروس من سورية. وقد دخلت سفن الإنزال من قوام مجموعة السفن الحربية الروسية في مطلع اوت الماضي إلى ميناء طرطوس لتستكمل احتياطياتها وتقوم بتعبئة الوقود. إلا إنها لم تشحن أية معدات و لم تستقبل أفرادا على متنها". واستدرك المصدر قائلا: "إن الخطة وضعت افتراضا لتفاقم الوضع في سورية . وكان من المفترض أن يتم في هذه الحال إجلاء الأفراد والوثائق والمعدات الهامة وإيصال كل ذلك إلى ميناء نوفوروسيسك الروسي في البحر الأسود. أما بقية المواد فكان على فريق للقوات الخاصة إتلافها أو حرقها". وأوضح المصدر أن مجموعة السفن الحربية المكونة من سفن الإنزال "ألكسندر أوتراكوفسكي" والقديس جاورجيوس" و"كوندوبوغا" كان من المفترض أن تتوجه إلى نوفوروسيسك حيث لإيصال الأفراد والمعدات. ولهذا الغرض أرسل طلب بالمرور في مضيقي البوسفور الدردنيل يومي 11 و12 اوت الماضي. لكن المحللين في مركز الدراسات التابع للأركان العامة توصلوا، بعد تحليل التطورات الأخيرة، إلى استنتاج مفاده أن الوضع العسكري السياسي في سورية لا يزال مستقرا إلى حد الآن. ولا تزال القوات الحكومية تسيطر على الأوضاع، ولا يتعرض مركز التأمين المادي والتقني لأخطار". وقال المصدر: "ونتيجة لذلك تلقت مجموعة سفن أسطول البحر الأسود الروسي المكونة من سفينتي الإنزال" نيقولاي فيلتشينكوف" و"تسيزار كونيكوف" وسفينة الحراسة "سميتليفي" تعليمات بالعودة إلى ميناء سيواستوبول في أواخر جويلية الماضي. أما السفن التابعة للأسطول الشمالي فعادت إلى قاعدتها البحرية سيفيرومورسك". وقد صرح الجنرال نيقولاي ماكاروف رئيس هيئة ألأركان العامة للقوات المسلحة الروسية لوكالة "إنترفاكس – آ في أن" بأن المستشارين العسكريين الروس لن يغادروا سورية. وقال آنذاك:" لماذا تقلقكم سورية؟ خططنا كلها سارية المفعول. ولم يفر أحد من هناك. ويعمل كلهم (المستشارون) وفقا للخطة. ومن السابق لأوانه الحديث عن خروجنا من هناك". هذا وأعلن الأميرال فيكتور تشيركوف قائد سلاح البحرية الروسي بدوره في تصريح صحفي أدلى به لإذاعة "صدى موسكو" الروسية أنه في حال وقوع أوضاع طارئة في سورية فإن سلاح البحرية الروسي سيضطر إلى إجلاء أفراده من هناك. وقال: "أنا لا أصدر أوامر، ولست أنا وزير الدفاع. لكننا سنضطر في طبيعة الحال إلى سحبهم (الأفراد) من هناك". وأفاد مصدر في قيادة سلاح البحرية الروسي بأن الوضع في طرطوس لا يزال هادئا، وأنه لا يزال أفراد مركز التأمين المادي والتقني يعمل وفقا للنظام العادي. وأضاف أنهم لم يتلقوا أية تعليمات بشحن معدات المركز على ظهر معمل "بي أم – 138" العائم، و لا داعي للقيام بذلك". يذكر أن مركز التأمين المادي والتقني ال720 التابع لسلاح البحرية الروسي يعمل في ميناء طرطوس منذ عام 1977 وفقا للاتفاقية الموقعة بهذا الشأن في عام 1971. وبقي المركز في الوقت الحاضر كقاعدة عسكرية روسية أخيرة خارج حدود الاتحاد السوفيتي السابق. إن مركز التأمين المادي والتقني عبارة عن مرسيين عائمين ومستودعين وبعض البنايات وثكنة واقعة على الساحل. ويرسو في ميناء طرطوس بشكل دائم معمل عائم يحل محله معمل عائم آخر بعد 6 أشهر. ويضم طاقم المركز 50 بحارا روسيا.ً