رغم الدعوات التي صدرت من بعض الأحزاب خاصة الإسلامية منها ومن بعض المجموعة على الفايسبوك تطالب الشعب الجزائري بالخروج للتظاهر والتوجه إلى السفارة الأمريكية احتجاجا على الفيلم المسيء للإسلام، إلا أن المصلين يوم الجمعة أدوا الصلاة وانصرفوا إلى قيلولة في بيوتهم، وما تزال الأحزاب عندنا الإسلامية مثلها مثل الأحزاب الديمقراطية لا تفهم الشعب الجزائري وعقليته، وقد قالها سعدي يوما " غلطنا في الشعب" ، وفعلا الشعب الجزائري له خاصية وحيدة ومتفردة بين الشعوب العربية، فهو لا تسوقه الأحداث، يعني حين يقرر شيء ما يقرره وحده خارج الإطار العربي، وليس تقليدا، كما فعلت بعض الشعوب العربية حين أقامت ما تسميه ثورة تقليدا فقط لشعوب عربية أخرى والدليل أن وضعها الآن هو أسوأ مما كان عليه وضع حكامها السابقين، وعليه فإن نظرة الشعب الجزائري لكل تحرك عربي دوما تصاحبه الريبة والشك، ويشم منه رائحة التخلاط، المشكلة أن هذه الأحزاب التي انتفعت منافع كبيرة على ظهر الشعب، لم تدعو " شعيب لخديم" للتظاهر ضد البطالة، وضد الإقصاء، ولكنها تحاول تسجيل حضورها من خلال استغلال الدين ولو حتى بالخروج للتظاهر ضد الإساءة للإسلام، كأنهم وحدهم المعنيين بالإسلام والباقي من ديانات أخرى، وعلى هذه الأحزاب التي تدعي أنها تنصر الدين ونبي الأمة، أن تحترم تعاليم الأمة الذي له أحاديث كبيرة عن خيانة الأمانة، وعن الكذب والنفاق الذي درجت عليه هذه الأحزاب والتي تاجرت بالدين وهاهي تتاجر اليوم بنبي الأمة لتحقيق أغراض انتخابية، وبين هذا وذاك نبي الإسلام حفظه وصانه رب السموات السبع، لذا إن خرج الشعب يوما سيخرج ضد أحزاب النفاق والشقاق، لان الجزائري دوما عكس التيار .