جددت منظمة الصحة العالمية تحذيراتها من "جدري القرود" بعد وصوله إلى 20 دولة خارج الدول التي ينتشر فيها الفيروس المسبب للمرض. وقالت مسؤولة في منظمة الصحة العالمية الخميس، بحسب رويترز، إنه تم اكتشاف نحو 200 إصابة مؤكدة بجدري القردة وأكثر من 100 إصابة مشتبه بها حتى الآن خارج الدول التي عادة ما ينتشر فيها الفيروس المسبب للمرض، وحث الدول على زيادة المراقبة للمرض المعدي. ويتوطن جدري القردة، وهو عدوى فيروسية خفيفة، في دول أفريقية هي الكاميرون وجمهورية أفريقيا الوسطى وجمهورية الكونجو الديمقراطية ونيجيريا. وأثار تفشي المرض في الآونة الأخيرة في دول لا ينتشر بها عادة الكثير من المخاوف. ويُعتقد أن معدل الوفيات جراء السلالة المنتشرة عالمياً نحو واحد في المئة على الرغم من توفر اللقاحات والعلاجات الفعالة. وأعلنت ماريا فان كيركوف، كبيرة خبراء الأوبئة في منظمة الصحة العالمية، في إفادة عبر الإنترنت، إنه تم حتى الآن تسجيل إصابات في أكثر من 20 دولة لا يتوطن بها المرض، مضيفة أن المنظمة تتوقع زيادة الأعداد، مضيفة: "نتوقع اكتشاف مزيد من الإصابات. نطلب من الدول زيادة المراقبة… هذا وضع قابل للاحتواء. سيكون صعبا لكنه قابل للاحتواء في الدول غير الموبوءة". تتراوح فترة حضانة "جدري القردة" (وهي الفترة الفاصلة بين مرحلة الإصابة بعدواه ومرحلة ظهور أعراضها) بين 6 أيام و16 يوماً، بيد أنها يمكن أن تتراوح بين 5 أيام و21 يوماً، بحسب منظمة الصحة العالمية. ويمكن تقسيم مرحلة العدوى إلى فترتين كالتالي: – فترة الغزو (صفر يوم و5 أيام)، ومن سماتها الإصابة بحمى وصداع مبرح وتضخّم العقد اللمفاوية والشعور بآلام في الظهر وفي العضلات ووهن شديد (فقدان الطاقة). – فترة ظهور الطفح الجلدي (في غضون مدة تتراوح بين يوم واحد و3 أيام عقب الإصابة بالحمى) والتي تتبلور فيها مختلف مراحل ظهور الطفح الذي يبدأ على الوجه في أغلب الأحيان ومن ثم ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم. ويكون وقع الطفح أشدّ ما يكون على الوجه (في 95% من الحالات) وعلى راحتي اليدين وأخمصي القدمين (75%). ويتطوّر الطفح في حوالي 10 أيام من حطاطات بقعية (آفات ذات قواعد مسطّحة) إلى حويصلات (نفاطات صغيرة مملوءة بسائل) وبثرات تليها جلبات قد يلزمها ثلاثة أسابيع لكي تختفي تماماً. بحسب منظمة الصحة العالمية، لا توجد أيّة أدوية أو لقاحات مُحدّدة متاحة لمكافحة عدوى جدري القرود (القردة)، ولكن يمكن مكافحة فاشياته. وقد ثبت في الماضي أن التطعيم ضد الجدري ناجع بنسبة 85% في الوقاية من جدري القردة، غير أن هذا اللقاح لم يعد متاحاً لعامة الجمهور بعد أن أُوقِف التطعيم به في أعقاب استئصال الجدري من العالم. ورغم ذلك فإن من المُرجّح أن يفضي التطعيم المسبق ضد الجدري إلى أن يتخذ المرض مساراً أخف وطأة. ووفق موقع الحرة، تحتفظ بعض الدول، بما في ذلك الولاياتالمتحدة، بلقاحات الجدري في الاحتياطي الاستراتيجي في حالة عودة الفيروس إلى الظهور. ولدى إدارة الأغذية والعقاقير لقاحان تمت الموافقة عليهما بالفعل للاستخدام ضد الجدري. أحدهما، وهو لقاح من جرعتين يسمى جيننيوس، تمت الموافقة عليه أيضاً للاستخدام ضد جدري القردة. الوسوم القرود جدري