قال الدكتور محمد ملهاق، بيولوجي سابق بمخابر التحليلات الطبية وباحث في علم الفيروسات، أن احتمال وصول فيروس القردة الجديد القديم إلى الجزائر يبقى قائما. وفي هذا الصدد، أوضح الدكتور ملهاق في اتصال ل "الاتحاد" أمس السبت، أن انتشار فيروس جدري القردة في العالم بدأ يأخذ منحى الجائحة حيث تم تسجيل حالات الإصابة بهذا الفيروس في ثلاث قارات بالإضافة إلى موطنه الأصلي غرب إفريقيا. وأضاف المتحدث: "المتعارف عليه أن الجائحة في حال حدوثها تمس كافة الدول بدون استثناء، وهذا ما تم تسجيله بالنسبة للأوبئة والفيروسات الأخرى على غرار جائحة كورونا، وعليه احتمال وصول فيروس جدري القردة إلى الجزائر يبقى واردا جدا". وفي تطرقه الاحتياطات الواجب اتخاذها لتفادي تفشي الفيروس في حال وصوله إلى الجزائر، قال الباحث في علم الفيروسات، أنه يتعين عزل كل فرد تظهر عليه الأعراض أو يشتبه في إصابته بالفيروس، وبعد عزله يمكن مكافحة ما ينجم عنه، لأنه لا توجد في الوقت الحالي أي أدوية أو لقاحات محددة متاحة لمكافحة عدوى جدري القردة، وقد ثبت في السابق أن التطعيم ضد الجدري ناجع بنسبة 85 بالمئة في الوقاية من جدري القردة. في السياق ذاته، أوضح الدكتور ملهاق، أن نسبة الوفيات لدى المصابين بفيروس جدري القردة تتراوح ما بين 1 إلى 10 بالمائة، حسب ما أكدته منظمة الصحة العالمية. تجدر الإشارة، إلى أن جدري القردة فيروس نادر شبيه بالجدري البشري، ورصد لأول مرة في جمهورية الكونغو الديمقراطية في السبعينيات، وزادت الحالات في غرب إفريقيا خلال العقد الماضي. وتشمل أعراض المرض الحمى والصداع والطفح الجلدي، الذي يبدأ على الوجه وينتشر إلى باقي أجزاء الجسم. وتتراوح فترة حضانة جدري القردة بين 6 أيام و16 يوما، لكن من الوارد أيضا أن تتراوح بين 5 أيام و21 يوما. الفترة الأولى هي فترة الغزو (صفر يوم و5 أيام)، ومن علاماتها الإصابة بحمى وصداع مبرح وتضخم العقد اللمفاوية والشعور بآلام في الظهر والعضلات وضعف شديد (فقدان الطاقة). وفي المرحلة الثانية يظهر الطفح الجلدي (في غضون مدة تتراوح بين يوم واحد و3 أيام عقب الإصابة بالحمى). ويكون وقع الطفح أشد ما يكون على الوجه (في 95 بالمئة من الحالات)، وعلى راحتي اليدين وأخمص القدمين (75 بالمئة). ويتطور الطفح في حوالي 10 أيام إلى حويصلات مملوءة بسوائل وبثرات قد يلزمها أسابيع لكي تختفي تماما.