صدر عن السلسة المعرفية التابعة لمهرجان أفلام السعودية، بالتعاون مع دار رشم للنشر والتوزيع، النسخة الأولى من كتاب "السينما الشعرية.. أسئلة البناء والدلالة" للكاتب عبد الكريم قادري. وفي ملخص عن الكتاب جاء فيه: رغم مرور أكثر من قرن وربع على ولادة السينما، غير أن هذا الفن لا يزال حديثا اذ ما تمت مقارنته بالفنون والآداب الاخرى، لهذا لم يتم اكتشاف العديد من جوانبه وعناصر بنائه المختلفة، ولم يجد بعد مدوّنة نقدية تستخرج جمالياته الظاهرة والخفية، أو آليات تفكّك عناصره وتعيد تركيبها كما ينبغي، ليفهما المتلقّي حتى يصل للذّته القصوى التي يصبو لها، ورغم هذه المسايرة غير المكتملة، غير أن هناك بعض الدراسات التي استطاعت ان تواكب بعض هذه الجوانب وتحللها وفقا للسياق المعرفي، لكنه يبقى هذا الجهد غير كاف، نظرا لما وصلت له السينما حاليا، وما أصبح عليه تأثير الفيلم بين الجمهور. ولقد انعكست في السينما، منذ بدايتها، العديد من المدارس والتيارات الفكرية والجمالية والأيديولوجية، ما إن يخبوا توجها حتى يظهر اخر على أنقاضه، لكن "السينما الشعرية" لم تذبل ازهارها مطلقا، تسللت بينها، واخذت منها، واستفادت بمعطياتها حتى تبقى في كامل ألقها وتوهجها، لكن ما زال هذا المصطلح غير مفهوم في المدونة النقدية العربية، ولقد جاء هذا الكتاب ليفصّل فيه، ويسبر أعماقه واتجاهاته، انطلاقا من أرسطو، ومرورا بالمناهج النقدية الغربية، وانتهاء بالترجمات والدراسات العربية التي اختلفت فيه، لأنه مفهوم هلامي يصعب القبض عليه، متشظي ومتداخل، تتناسل منه العديد من المفاهيم الأخرى، مثل: "الشاعرية" و"البوطيقا" و"سينما الشعر" و"سينما القصيدة"..وغيرها من المصطلحات التي تلتقي معه في جانب، وتختلف في جوانب أخرى، ولقد تم التطرق لها وتحليلها نقديا. وقد ركّز هذا الكتاب، وبشكل واسع، على مصطلح "الشعرية" الذي تم توظيفه كمفهوم جمالي، والوقوف على انعكاساته في الفيلم، لهذا تم التطرق الى موجودات "الكادر" السينمائي، وطرق ضبطه لتوليد الشعرية، وتم الإستئناس بالمنطلقات الفكرية والفلسفية التي تساهم في تأثيث حقول الرؤيا البصرية والمعنوية، اضافة الى التطرق الى عناصر مهمة أخرى تساعد في توليد هذه الشعرية، مثل المونتاج والإيقاع والتصوير، وهي مرتكزات تجسد الشعرية، وتجعلها كقيمة جمالية وحضارية في نفس الوقت. اما من الجانب التطبيقي، فقد تم التطرق الى بعض التجارب المهمة التي عكست هذا المفهوم، من بينها تجربة أندريه تاركفسي المهمة والرائدة، وهو مخرج لم يكتفي بتوظيف هذا التوجه في افلامه فقط، بل نظّر له عن طريق الكتابة، ليصبح مع الوقت أعمق من جسّد مفهوم الشعرية، اضافة الى تحليل بعض الأفلام المهمة باستخراج شعريتها، مثل أفلام: "نوستالجيا" و"المرآة" لتاركفسكي، و"عن الأبدية" لأندرسون، و"هلاوس" لكوروساوا، و"الختم السابع" لبريجمان، وهي نماذج سينمائية جسدت هذا المصطلح من الناحية الجمالية والمعرفية". عبد الكريم قادري، كاتب وناقد سينمائي، نشر مقالات ودراسات سينمائية في الكثير من المجلات والجرائد والمواقع الدولية، كما حاضر وحكّم في العديد من مهرجانات السينما، من بينهما "أيام قرطاج السينمائية"، "مهرجان وجدة للفيلم المغاربي"، "مهرجان شرم الشيخ للسينما العربية والأوروبية"، "مهرجان الفيلم المتوّج"...إلخ. صدر له العديد من الكتب، من بينها: "سينما الشعر/ جدليّة اللغة والسيميولوجيا في السينما" عن منشورات المتوسط بإيطاليا 2016، و"سينما الرؤى/ قراءات ودراسات في السينما العربية" عن منشورات مهرجان وهران للفيلم العربي 2017، و"السينما الشعرية/ أسئلة البناء والدلالة" عن مهرجان أفلام السعودية 2022. الوسوم السينما الشعرية قادري كتاب