سيحسم المكتب الوطني لحركة النهضة في خيار مقاطعة الانتخابات المحلية القادمة من خوضها بقوائم موحدة مع تشكيلتي التكتل الأخضر من عدمها بناء على تقارير اللجان الولائية خلال الأيام القادمة . في كلمته التي ألقاها صباح أمس على أعضاء مجلس الشورى لدراسة الوضع العام الذي تعيشه البلاد والظروف المحيطة بالمحليات، دعا فاتح ربيعي الأمين العام لحركة النهضة لاتخاذ الموقف المناسب من انتخابات المجالس البلدية والولائية المزمع إجراؤها في ال29 من شهر نوفمبر القادم خدمة للأهداف التي يتطلع إليها الشعب الجزائري، معتبرا في سياق حديثه بأن البلاد لا تزال تعيش حالة الانسداد السياسي والاحتقان الاجتماعي، حيث يرى ربيعي بأنها تعمقت بعد تشريعيات ال10 ماي التي أنجزت برلمانا عاجزا وحكومة لا طعم لها ولا لون ولا رائحة. وفي موضوع ذي صلة شكك الأمين العام لحركة النهضة التي تشكل أحد الأضلع الثلاثة لتكتل الأخضر بمعية كل من حركتي حمس والإصلاح الوطني في قدرات الحكومة الجديدة بقيادة عبد المالك سلال الوزير الأول بقوله “سياستها لا تختلف عن سابقاتها ومآلها الفشل، لأنها لا تعبر عن واقع الساحة السياسية”، وثانيا “لأن أغلبية طاقمها ينتمي للحكومة السابقة التي أثبتت محدودية في التسيير والتكفل بانشغالات المواطنين وبخاصة في المجال الاجتماعي”، مستطردا “فهل تستطيع هذه الحكومة أن تقلص من حجم البطالة وترفع من القدرة الشرائية للمواطن وتقليص نسبة التضخم، حيث تقضي على الاكتظاظ في المدارس والجامعات وتخفض من فاتورة الغذاء والدواء وتقضي على البيوت القصديرية وتوفر العيش الكريم للمواطن؟، وهل تستطيع أن تنظف شوارعنا من الأوساخ؟”. كما اعتبر ذات المتحدث بأن الجهاز التنفيذي الملزم باستكمال برامج الرئيس بوتفليقة لمخطط التنمية 2010-2014 في ظرف 29 شهرا سيكون عاجزا عن تنظيم انتخابات محلية شفافة وذات مصداقية، والأمر نفسه فيما تعلق بقضية محاربة الرشوة والفساد السياسي والإداري، مرافعا لصالح إشراك الشعب بعيدا عن ثقافة التميع السياسي والتهجين والنظرة العدائية لكل صوت معارض من أجل إعادة قطار الإصلاحات السياسية إلى السكة. مضيفا “لا مناص للجزائر من إصلاحات عميقة من خلال حكومة وفاق وطني ودستور توافقي وإعادة النظر في قانوني الأحزاب والانتخابات ثم بإعادة بناء مؤسسات الدولة من خلال انتخابات نظيفة وذات مصداقية تعود فيها الكلمة للشعب دون وصاية أو تحريف”. وعن قضية الفيلم المسيء لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم شدد فاتح ربيعي على ضرورة بعث قانون دولي يحرم الإساءة للأديان وللأنبياء عليهم السلام ولاحترام الثقافات وهويات الشعوب، وإذا لم يحصل ذلك فستدافع الشعوب الإسلامية عن دينها وعقيدتها ونبيها.