تشهد محاكمنا انتشار العديد من القضايا أن لم نقل اغلبها المتعلقة بالمخدرات و السرقة و حمل الأسلحة البيضاء و بالرجوع إلى الأسباب المؤدية لتفاقم هده الظاهرة نجد البطالة و التسرب المدرسي و كدا التفكك الأسري الذي ينتج عنه غالبا ضياع الأبناء الدين يصبحون دون رقابة من طرف الأولياء وبدلك يلجئون إلى الشارع هدا الأخير الذي يفتح لهم الباب الأوسع لاقتحام عالم الجرائم و المخاطر بمختلف أنواعها و الملاحظ أن اغلب المتهمين في ها النوع من القضايا هم شباب في مقتبل العمر كما تجد في أحيان كثيرة هم أحداث لم يبلغوا بعد سن الرشد دخلوا عالم الجريمة عن طريق المخدرات و حمل الأسلحة البيضاء التي غالبا ما تستعمل لغرض الاعتداء على الناس سواء بغرض السرقة أو المشاجرة . و إذا كانت هده الظاهرة قد تعرف بشكل واسع عند الذكور فان الواقع لدينا يطلعنا عن حالات لفتيات لم تعد يومياتهن تختلف عن هؤلاء الشباب المنحرف سواء بتعاطي المخدرات أو حمل الأسلحة و خصوصا السرقة هده التجاوزات الخطيرة التي أصبحت فيها الفتاة تنافس هؤلاء الذكور بكل أسف أن الحضور لبعض من جلسات محاكمنا أثناء معالجتها لإحدى أنواع هده القضايا يجعلك تكتشف أشياء كثيرة فهناك من المتهمين من ينكر رغم أن جميع الأدلة ضده مثال دلك قضية (م ع ) الذي ضبط بحوزته نصف صفيحة من المخدرات حيث التمس ممثل الحق العام في حقه خمس سنوات سجنا نافدة و غرامة بعشرين ألف دينار كما نجد من المتهمين من يعترف باستهلاكه المخدرات و انه لا يمكنه التخلص منها أمام دهشة جميع الحاضرين مثل فضية (ط م ) الذي عثر بحوزته على كمية من المخدرات مقطعة إلى أجزاء صغيرة كانت موجهة للبيع مع العلم انه مسبوق قضائيا بنفس التهمة حيث اعترف أمام هيئة المحكمة و بكل جرأة انه يستهلك المخدرات و انه مدمن عليها, فيما يبقى التبرير الوحيد لباقي المتهمين هو الظروف الاجتماعية و الحاجة التي تدفعهم للسرقة و الاعتداء على الناس باستعمال الأسلحة البيضاء خصوصا أن تم القبض عليهم في حالة تلبس أما غير دلك فإنهم ينكرون كل التهم الموجهة إليه حتى لو كانت كل الأدلة ضدهم أو يكون الرد على أنهم لم تكن لديهم النية الإجرامية للاعتداء على الناس عند ضبط أسلحة بيضاء بحوزتهم و الأمثلة كثيرة عنهم لا تعد و لا تحصى. و في الأخير لا يسع القول إلا انه يستوجب التصدي و الوقوف لمواجهة هده التجاوزات التي فرضها علينا الواقع و التي أصبحت هاجسا يؤرق الجميع مما يستدعي دق ناقوس الخطر و تدخل جميع الأطراف الفاعلة للقضاء عليها و على مسبباتها.