ما كشفته قناة النهار من خلال عمل صحفي ميداني قامت به، يتعلق بآخر كتاب قرأه نوابنا الذين يمثلون الشعب مختلف شرائحه، يؤكد فعلا أن هذه البلاد تحت رحمة " نوائب" ، فأغلب الذين تم استجوابهم من النواب مارسوا الكذب في اعترافهم بآخر كتاب قرؤوه، فأحدهم قرأ كتاب كليلة ودمنة ولما تم سؤاله عن مؤلفه لم يستطع النائب الإجابة، رغم أن التلاميذ في الابتدائي يعرفون ابن المقفع مؤلف كليلة ودمنة، وإن كان نوابنا يقرؤون كتاب مثل كليلة ودمنة فعلى البلاد السلام، ولا أعرف صراحة كيف سيشرع هؤلاء قوانين تخص التعليم العالي والبحث العلمي والطب والتكنولوجيا والسياسة والاقتصاد وهم بمستوى الحمامة المطوقة، ولسنا ضد قراءة كليلة ودمنا ببساطة لأن قراءة مثل هذه الكتب يكون في السنوات الأولى من الدراسة، وهذا يعني أن أغلب نوابنا تفكيرهم ما يزال في سن الطفولة، يعني لا داعي للحديث عن نظرية فوكو ياما المتعلقة بنهاية التاريخ، ولا داعي للحديث عن كتب السياسة والمذكرات السياسية، والكتب الخاصة بالدبلوماسية، والمنظومة القانونية، لأن مثل هذه الكتب كبيرة جدا على النواب، وربما على وزارة الداخلية أن تضيف شرطا للمترشحين لمختلف الانتخابات وهو مسابقة في الثقافة العامة، على الأقل حتى ما "يبهدلوناش" أمام لجناس بعد أن صار هذا المجلس "برا للأمان" للحلاقات والحلاقين والبقارين وتجار الخردة