أعاد الخبير اللبناني في شؤون الصراع العربي الصهيوني فيصل جلول الاهتمام الغربي المتزايد وغير المسبوق بالعدوان الإسرائيلي الأخير ضد قطاع غزة، إلى رد المقاومة الذي قال بأنه "مفاجئ للجميع وأنه يشكل انعطافة في تاريخ الصراع الفلسطيني "الإسرائيلي" خاصة والعربي "الإسرائيلي" بشكل عام". ورأى جلول في تصريحات ل "قدس برس" أن رموز الكيان بدأت تتهاوى أمام ضربات المقاومة، وقال: "الاهتمام الغربي المتزايد بالتعدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، والذي لم يكن في حرب الرصاص المسكوب عام 2008 مرده أن هذه هي أول مرة تصل فيه صواريخ المقاومة إلى قلب أبيب، ولأول مرة يتم فيها استهداف رموز إسرائيل، وهو ما يعني عمليا أن كل التكنولوجيا التي تم استخدامها سابقا لضمان أمن "إسرائيل" فشلت، وقد خلق هذا خوفا وهلعا ليس في "إسرائيل" وحدها وإنما في العواصمالغربية حول مصير إسرائيل". وأضاف: "لقد قلبت حماس والمقاومة الطاولة على الاحتلال، الذي فقد هامش المناورة عسكريا وسياسيا، وهذه هي المرة الأولى في تاريخ الاحتلال التي يطلب فيها التهدئة. وهذا انجاز تاريخي للمقاومة يجب استخدامه في الاتجاه الصحيح". وأشار جلول إلى أن تحولا مهما طال المؤسسة العسكرية الصهيونية لا يسمح للحكومة بالاقدام على الحرب البرية، وقال: "لا بد من الإشارة كذلك إلى أن الجيش الإسرائيلي الحالي ليس هو جيش 48 ولا 56 ولا 67، وإنما هو جيش مرفه، ويختبئ من الصواريخ ولا يستطيع أن بواجه معارك برية، لأن الاجتياح البري سيفقد "إسرائيل" عنصر قوتها وهو الطيران، وسيخسر المعركة وستترنح إسرائيل".
ودعا جلول قيادات "حماس" إلى حسن توظيف انتصار المقاومة في غزة، وقال: "البعض يعتقد أنه يمكنه أن محور الربيع العربي سيربح انجاز المقاومة، لكن الحقيقة أن الرابح هو محور المقاومة، وما جرى في غزة لا يمكن لغير المقاتل والمقاوم أن يربحه، ولا يمكن توظيفه إلا لصالح المقاومة".