خسرت فرنسا مواقعها في سوريا بعدما استولت الولاياتالمتحدة على المعارضة وخرجت فرنسا بخفي حنين، وقد كانت في السابق تقرب منها الأسد كما اعتادت دوما تقريب الحكام الديكتاتوريين، وخسرت مواقعها في ليبيا بعدما كان القذافي يغدق عليها الخيرات، ولكن ما يسمى الربيع العربي أخرجها من جنان القذافي وجعلتها طرفا ضد القذافي ولكن حصة الأسد نالتها الولاياتالمتحدة وبريطانيا في ليبيا، وبعد ان خسرت كل هذه المواقع التي كانت إستراتيجية بالنسبة للدولة العجوز، وجدت نفسها مجبرة للتدخل منفردة في مالي، دون تدخل بريطانيا ولا ألمانياوالولاياتالمتحدة حتى لا تخرج "من المولد بلا حمص"، واعتقدت أنها بمباشرتها الحرب منفردة سيدعمها الأصدقاء، ولكن لم تجد من ألمانيا سوى دعم "بالكلام" والأمر نفسه بالنسبة للولايات المتحدة وبريطانيا، ولم ترسل اي دولة غربية ولو بعض الجنود لشد أزر الجنون الفرنسيين في حرب لا أحد يعرف هل ستغرق فيها فرنسا في الرمال الحارقة للركب ام للصدر ام تغرق بلا أن يظهر لها أثر، والظاهر أن حاجة فرنسا لموارد اقتصادية ولأسواق جديدة في ظل أزمة مالية قد تقضي عليها جعلها تبحث عن فرصة في مستعمراتها القديمة لتشعل الحرب وتشغل اقتصادها من خلال بيع قطع السلاح للجماعات المتناحرة داخل مالي وحتى خارج مالي بما أن الحرب لن تتوقف غدا، وعليه فإن فرنسا تحاول تعويض خسارتها في ليبيا وسوريا بخراب مالي وما يجاور مالي، فقد اعتادت من عقود على العيش بالدم والأشلاء وإشعال الحروب بين البلدان والجماعات ثم تبيعهم السلاح .